تحوّل مطار الملك عبدالعزيز إلى شيء أشبه بحلقة الخضار! وبدأ موظفو المطار بإنهاء إجراءات المسافرين بشكل يدوي بعد الإعلان المتكرر والطويل جداً عن هطول أمطار تسببت في إغلاق المحطة الرئيسية في الكندرة. الصالة امتلأت بطوابير طويلة جداً، ثم ما تلبث أن تتفرق بعدما يتم الإعلان عن تأخير الرحلة إلى أجل غير مسمى كنت شاهدةً على كل ما حدث في المطار بصفتي إحدى المسافرات على الرحلة 163 والتي كان من المفترض أن تغادر فجر يوم الخميس 26-11-2009 والذي حدث أننا انتظرنا في المطار من الساعة ال 12 ليلاً وحتى السابعة صباحاً ليخرج علينا مدير الصالة بإعلان آخر أن الرحلة تأجلت وعلينا السير خلفه حتى يخبرنا مسؤول آخر إلى أين نذهب والأخير طلب منا الوقوف في طابور طويل في نصف الصالة حتى يقوم موظفان بأخذ أرقام هواتفنا ويقومون بالاتصال علينا عند تحديد موعد السفر الجديد والذي صاحبه إعلان عن توفير فندق للمسافرين الذين يرغبون في أخذ قسط من الراحة. تأهب سكان جدة لمغادرة المطار، وإنا من بينهم وما كدنا نركب سياراتنا حتى جاءنا اتصال يطالبنا بالرجوع لأن الطائرة موجودة، ولكن هناك مشكلة في إجراءات تأشيرات طاقم الطائرة فقط! عدنا إلى المطار ثم غادرنا مرة أخرى على وعد أن نتلقى اتصالاً آخر من «الخطوط» عندما يتحدد موعد جديد للمغادرة. اتصلوا بنا الساعة الثامنة مساءً من موظف «الخطوط» يطلب فيها الحضور فوراً لأن الرحلة ستغادر الساعة التاسعة. عدنا إلى المطار وعند وصولنا أبلغنا بأن الرحلة عليها تأخير! دخلنا الصالة الداخلية التي امتلأت بالمسافرين الذين كان منهم الجالس على الأرض والنائم على الكراسي، وعند الساعة ال12 ليلاً بدأت مجموعة من المسافرين في التجمهر حول أحد الموظفين، وعلت أصواتهم كثيراً، لأن الموظف كان يرد عليهم باستخفاف شديد ويعطيهم معلوما ت متضاربة حول مصير الرحلة ما بين لا نعلم واصبروا وغيرها من الكلمات التي من أشهرها «مو ذنبنا»!. كل ذلك كان يحدث في ظل غياب مشرفي الصالات الذين طلبنا حضورهم أكثر من مرة، وكل ذلك والإعلان «التحفة» الذي صاحبنا عن سقوط أمطار غزيرة غمرت المركز العمومي في الكندرة وتسببت في عدم وجود (سيستم)! قرأت في صحيفة «عكاظ» مقالاً للزميلة جهير المساعد توضح فيه رد «الخطوط السعودية» على مقال سابق لها بكونها (أي الخطوط)» هي التي أغلقت المجمع الرئيسي للمعلومات في الكندرة، وهو تصرف احترازي، خوفاً من أن تتطور الخطورة. الجميل في الموضوع أن كل رحلة يعلنها النداء الداخلي في الصالة كان المسافرون يصفقون بشدة ويحتفلون أيضاً. صعدنا على متن الطائرة على رقم الرحلة 163 والمتجهة إلى باريس لنفاجَأ بكابتن الطائرة يخبرنا بذوق أن طاقم الطائرة مواصل منذ 18 ساعة (يعني راعوا ذلك وخفوا عليهم بالعربي الفصيح) واحمدوا ربكم أنكم سافرتم. مَنْ يعوضنا عن التعب و «الجرجرة» وعن الفنادق التي ضاعت علينا وعن منظرنا أمام الجنسيات الأخرى؟! مَنْ يعوضنا عن سوء معاملة وعنجهية بعض موظفي «الخطوط»؟ من يفسر لنا غياب المسؤولين في أوقات عصيبة كهذه؟ هل يعقل أن تتأثر «الخطوط السعودية» بسقوط بعض الأمطار؟! هل يعقل ألا يكون لديها back up، لمواجهة الحالات الطارئة؟! مقالي السابق كان بعنوان: «الخطوط السعودية تأسف»، لأنها فعلاً تأسفتْ واعتذرتْ عن إلغاء رحلة سابقة من دون توفير البديل. أما في هذه الرحلة ف «الخطوط» لم تأسف ولم تتجمل. الخبر الثاني عن إقلاع طائرة سعودية من نيويورك وأحد أبوابها مفتوح، وهو ما يشكل خطورة على المسافرين، لذلك أقترح أن نضيف خانة في البورد نج بأن على المسافرين أن يقوموا بتذكير طاقم الطائرة بأن يغلقوا الأبواب! [email protected]