يبدو أن المزج بين الموسيقى الغربيةوالشرقية يغري الشباب الذين يخطون طريقهم في هذا المجال. فقد تميّز من هؤلاء ثلاثي اسكندري يتفرّد بطريقة مزج الألحان الغربية بالمقامات العربية، وبالقدرة على إقناع السامع بألحان معقدة البناء على رغم عذوبتها، إذ يودّ المستمع أن يغمض عينيه ليترك الألحان تحمله على متنها الى عوالم من الخيال والصفاء. هي فرقة «زمان» التي قدمت أخيراً، حفلة في المركز الثقافي الألماني «غوتة» في الإسكندرية. تتكون من ثلاثة أفراد بطبقات صوتية مختلفة. يقول أحمد عز الدين مؤسس الفرقة ل «الحياة»: «شعرنا بأهمية تغيير الذائقة الفنية للمتلقي العربي والمصري تحديداً، في الوقت الذي صار الغناء يُقاس بالأجساد والأزياء المنمقة. فشرعنا في تقديم أغان جادة بأنماط تعتمد على الغناء الأصيل في ثوب عصري». ويضيف: «مع تزايد الشعور بجدية ما تقدمه الفرقة والمسؤولية تجاه تقديم خيارات جديدة ومتنوعة، زدنا الأغاني الخاصة وبحثنا عن أنماط تجريبية شرقية غربية». وعن بداية الفرقة، يقول عز الدين: «كانت أثناء دراستنا في الجامعة وفي إطار بحثنا عن الموسيقى الأصيلة التي تتماشى مع عصرنا. فقررنا تكوين فرقة غنائية، بعدما سمعنا الموسيقى الشرقية القديمة بكثافة. وجذبتنا بشدة المقامات القديمة، فاندمجنا معها وبدأنا نبحث في المعاهد الموسيقية خارج إطار الجامعة عن فرق الموسيقى العربية الأصيلة والتي تتبع وزارة الثقافة المصرية.وتعلمنا على يد المايسترو المعروف سامح إبرهيم. وتوسعنا أكثر فاستمعنا لاتجاهات موسيقية غربية قديمة جداً. ثم بدأنا مرحلة بلورة كل هذه الأنواع الموسيقية وتأطيرها، و مزجنا بينها وخرجنا بأغانينا التي احتفظنا فيها بأصالة الموسيقى القديمة من خلال الاحتفاظ بروح التراث القديم وشكله ووضعه في إطار حديث معاصر يتواكب مع العصر الذي نعيش فيه». ويشير أحد أعضاء الفرقة محمد عفران، الى أن «الفريق يحمل في داخله فكرة معينة سعينا جميعاً الى تحقيقها وتقديم المقامات القديمة مثل الحجاز والصبا والبياتي ودمجها مع البلوز والجاز والروك آند رول والكانتري. هي فكرة ليس من السهل تطبيقها كونها تحتاج كثيراً من الجرأة والوقت الطويل لإتقانها ودراستها، لتخرج في شكل متكامل وراق». ويُضيف: «اقتناعنا الشديد بما نقدمه هو الذي يدفعنا للنجاح ولتذليل الصعوبات التي نواجهها... فنحن نعمل على مزج الطبقات الصوتية معاً ليخرج عمل غنائي مميز ومختلف عن الأغاني الموجودة». اهتمت فرقة «زمان» بالمقامات العربية، فنبشت الأغاني والألحان القديمة وقدمتها في قالب عصري أقرب إلى أذن المستمع. وقدمت أغاني عن الحب والحياة والقضايا الانسانية، تمزج مواضيعها مشاكل الشباب وما يعانونه في مجتمعاتنا العربية من خلال علاقة متوافقة للموسيقى الشرقية بمقاماتها والإيقاعات الغربية. فظهرت كلمات وألحان تحمل أفكاراً جديدة، وروحاً شبابية متألقة تفيض بالحماسة وتعبر عن الواقع. ويؤلف الفريق الكثير من أغانيه ويلحنها ويوزعها، كما يعيد توزيع الأغاني التراثية ليبقى جيل الشباب على تواصل مع تراثه وماضيه.