لم تتوقف السعودية يوماً عن دعم اليمن واستقراره. وتنوعت أساليب الدعم، آخرها تمثل في انطلاق «عاصفة الحزم» الهادفة إلى إعادة الشرعية والاستقرار إلى هذا البلد، في وقت تتزايد الأصوات المؤيدة لاستمرار التدخل العربي للقضاء على الميليشيات التي زادت جرعة الاعتداءات. وتنوعت أشكال الدعم، إذ تعهدت المملكة خلال اجتماعَي الرياض في أيار (مايو) وأيلول (سبتمبر) 2012، تقديم 3.25 بليون دولار مساعدة، منها بليون وديعة في البنك المركزي لدعم استقرار العملة، إضافة إلى 1.75 بليون ريال سعودي لتمويل مشاريع إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية، إلى جانب 500 مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية. وساهم الصندوق السعودي للتنمية ب100 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء، وحزمة من المعونات لتمويل مشاريع تنموية، وتجاوزت نسبة ما خصصته المملكة 93 في المئة من إجمالي ما تعهدت به تجاه اليمن. وبدأت هذا العام حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العاجلة للشعب اليمني الشقيق لمساعدة الفقراء والمحتاجين، التي تقدر ب 54 مليون ريال لتلبية الاحتياجات الملحة من المواد الغذائية ل45 ألف أسرة فقيرة في مختلف المحافظات. وبدأ توزيع المساعدات على المستفيدين في محافظة أرخبيل سوقطرى، بإشراف وتنفيذ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وهي الأولى لهيئة الإغاثة في سوقطرى. يذكر أن حملة خادم الحرمين الشريفين للإغاثة العاجلة تستهدف الأسر اليمنية الفقيرة في كل المحافظات وستتولى منظمات هيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية عبر العالم توزيعها عليهم. في السياق ذاته شكلت عاصفة الحزم منذ بدء عملياتها في 26 آذار (مارس) الماضي أملاً لغالبية اليمنيين في إنهاء الوضع القائم الذي تمر به البلاد بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء وتوسعهم باستخدام القوة والسلاح في محافظات أخرى. وأكد مواطنون يمنيون داخل السعودية وخارجها، أن «عاصفة الحزم» كانت الخيار الذي لا بد منه لمواجهة تمادي جماعة الحوثي في سياساتها بعدما عملت على عرقلة كل الطرق للوصول إلى حلول سلمية للأزمة. وجدد يمنيون تأييدهم الكامل للتحالف الذي قاده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدعم ومساندة القيادة اليمنية الشرعية، ودحر الميليشيات الحوثية التي عمدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وقال المواطن اليمني محمد عبدالله إن العمليات العسكرية التي تشنها دول التحالف ضد المتمردين الحوثيين،»كانت قراراً صائباً وجاءت في الوقت المناسب لردع محاولات التوسع الإيراني في اليمن، ودعم الشرعية في البلاد، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي»، فيما ثمن مجاهد الحكيم الدعم الذي تقدمه المملكة لليمن على مختلف المستويات، «خصوصاً قرارها الذي اتخذته لشن هجمات على جماعة الحوثي المتمردة، التي باتت سياساتها وممارساتها على الأرض، تهدد أمن اليمن ووحدته واستقراره، كما أنها تهدد أمن المملكة ودول الجوار». أما صالح الحميدي فامتدح الجهود التي تقدمها وتبذلها دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها المملكة «لدعم الشرعية في اليمن ووحدته وأمنه واستقراره». وقال: «إن عاصفة الحزم كانت وما زالت الأمل لدى اليمنيين لإنقاذهم من بطش جماعة الحوثيين التي لم ترعو ولم تستجب دعوات السلم والحوار لإخراج اليمن من المأزق». ويرى اليمنيون أن «عاصفة الحزم» بدأت تعطي ثمارها على الأرض، من خلال استهدافها المواقع العسكرية للميليشيات الحوثية المسلحة. مؤكدين أن المليشيات «أصبحت تعيش حالة من الرعب، ما جعلها تستهدف المدنيين، في محاولة منها لإسقاط التهم على قوات التحالف». وطالب جابر المهدي، قيادة قوات عاصفة الحزم «بالاستمرار في عملياتها الموجهة ضد جماعة الحوثيين المتمردة ومليشياتها المسلحة»، لافتاً الانتباه إلى أن «الجماعة أصابها الغرور بقوتها وهي اليوم تحصد شر ما زرعت، وكان بإمكانها تلافي هذا المصير لو أنها استجابت دعوات العقل والجنوح للسلم».