قالت النيابة في مقاطعة بروم التابعة لولاية نيويورك إنها وجهت (السبت) تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية إلى طالب الدكتوراه السعودي عبدالسلام الزهراني، الذي سدد طعنات عدة بسكين مطبخ للمشرف على أطروحته أستاذ الانثروبولوجيا اليهودي ريتشارد أنطون، الذي لقي مصرعه بعد نقله إلى المستشفى. وقالت الشرطة إنها سألت الزهراني (46 عاماً) عما إذا كان أقدم على قتل أستاذه، فرد بالإيجاب. وتقرر حبسه من دون كفالة إلى حين محاكمته. ونفى وكيل النيابة بمقاطعة بروم جيرالد مولين وجود «أي دافع ديني أو عرقي» وراء الحادثة، فيما رجّح أساتذة وطلاب في جامعة بينغهامبتون أن يكون الزهراني أقدم على فعلته بسبب الضغوط الدراسية، إذ بقيت بضعة أسابيع على موعد الامتحانات النهائية في الجامعة. لكن عدداً من زملاء الزهراني وصفوه بأنه «مجادل وعدواني وصاحب أفكار غريبة». ووصفت الجامعة قتل الأستاذ (مدى الحياة) أنطون الذي توفي عن 77 عاماً بأنه «اعتداء عديم الإحساس» وذكر الموقع الإلكتروني للجامعة أن الزهراني يحضّر أطروحته لنيل الدكتوراه في علم نظرية المعرفة في الثقافة العربية المبكرة. وأعرب المسلمون في المنطقة المحيطة بالجامعة عن أسفهم لرحيل أنطون الذي قالوا إنه داعية للسلام وشارك مراراً في مناسبات خطابية أقيمت في مساجد المنطقة. حصل الدكتور أنطون على الدكتوراه من جامعة هارفارد في عام 1963، وقضى حياته الأكاديمية متنقلاً بين الأردن ولبنان وإيران حيث درس عادات البدو، واليونان حيث درس أوضاع المهاجرين. وله مؤلفات عدة أهمها كتابه «فهم الأصولية: الحركات المسيحية والإسلامية واليهودية» الذي حظي باهتمام واسع، إذ تم نشره في آب (أغسطس) 2001 قبل أقل من شهر من وقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على واشنطنونيويورك. وقالت أرملة الفقيد روزالين أنطون (63 عاماً) إنها لا تعتقد بأن «عدم التسامح» وراء مقتل زوجها. واكتفت بالقول: «القاتل وحدة يعرف السبب». وذكر وكيل النيابة مولين أن الزهراني يعرف أستاذه القتيل منذ مرحلة دراسته الجامعية. وأنه توجّه إلى مكتب الفقيد بعد ظهر الجمعة الماضي وسدد له ست طعنات تسببت في وفاته لاحقاً. وأوضح مسؤولو الجامعة أن الفقيد درس الأديان وتنظيم التقاليد في الشريعة الإسلامية والأخلاقيات في جامعات شيكاغو في الولاياتالمتحدة ومانشستر في بريطانيا والقاهرة في مصر. وقال زميل الفقيد البروفيسور دونالد كواتيرت الذي عمل معه منذ العام 1986 إن أنطون «كان مهموماً بتقديم شعوب الشرق الأوسط باعتبارهم بشراً مثلنا».