أثارت سيطرة «جبهة النصرة» على معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، وإغلاق الأخيرة معبر «جابر» من جهتها، حالاً من الذعر وسط المزارعين اللبنانيين، خصوصاً بعد احتجاز عدد كبير من الشاحنات اللبنانية مع سائقيها على الحدود السورية - الأردنية. وقال رئيس نقابة الشاحنات المبردة في لبنان عمر العلي ان «ما يزيد على 30 شاحنة تبريد ونقل محتجزة مع سائقيها على الحدود» نتيجة إقفال الأردن لمعبر «جابر»، مناشداً السلطات الأردنية فتح المعبر والسماح للشاحنات بالمرور. وأضاف العلي لوكالة «فرانس برس» ان «الشاحنات كانت في طريقها إلى معبر جابر بعدما أنهت المعاملات على الجانب السوري»، مشيراً إلى ان «الشاحنات التي لم تتمكن من إنهاء معاملاتها في الجانب السوري تعرضت للنهب والسرقة من قبل سكان محليين، فيما أصيب بعضها الآخر خلال الاشتباكات». وفي حين أكد رئيس تجمعّ المزارعين في البقاع إبراهيم ترشيشي عدم تبلغه وقوع إصابات بالأرواح أو أضرار بالشاحنات وحمولتها، علمت «الحياة» ان بعض سائقي الحافلات تمكنوا من الهرب في حين لا يزال بعضهم محاصراً وسط عمليات النهب والسرقة والاشتباكات. وقال أحد مالكي الشاحنات المحتجزة ل «الحياة» طالباً عدم الكشف عن اسمه ان «الشاحنات التي بقيت في الأراضي السورية تتعرض للنهب المستمر»، موضحاً «ان فيديوات وصلته من الشاحنات تؤكد حصول عمليات النهب». وفي شأن الإجراءات التي يتخذها لضمان عودة الشاحنات أو مرورها إلى الأردن، قال: «لا يوجد ما يمكن القيام به، فالمسلحون في كل مكان، والشاحنات مباحة للسرقة أمامهم بمختلف بضائعها». وفيما تؤكد مصادر حكومية وجود اتصالات مع المسؤولين الأردنيين لتسهيل دخول السائقين اللبنانيين، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس» إن «قرابة 300 سيارة (مدنية) وشاحنة محتجزة في المنطقة الحرة الفاصلة بين المعبرين، وتعرض معظمها بالإضافة إلى المستودعات الموجودة إلى السرقة والنهب». ودعا رئيس جمعية المزارعين في لبنان أنطوان حويك في حديث ل «الحياة»، الدولة اللبنانية إلى حماية المنتجات والسائقين، مشيراً إلى ان «الحديث الآن يتمحور حول الموضوع الإنساني والأمني»، طالباً من الدولة «اتخاذ إجراءاتها لضمان عودة الشاحنات والسائقين المحتجزين». وأكد ان طوال سنوات الأزمة السورية، كانت المطالبة بضرورة «فتح خط موازٍ للعبّارات يربط لبنان بمصر»، مشيراً إلى ان «الاقتراح لم يلقَ آذاناً صاغية». وأضاف حويك ان خط النقل الذي يمر عبر معبر «نصيب» أصبح مغلقاً في شكل دائم أمام سفر الشاحنات، إذ تفرض سيطرة «جبهة النصرة» عليه ظروفاً أمنية وحتى لوجستية تمنع دخول البضائع». وأوضح ان «الجبهة» غير مخولة بإعطاء تصريحات لدخول البضائع، ناهيك عن ان السلطات الأردنية لن تسمح بدخولها ما لم تصادق السلطات الرسمية السورية على مرور البضائع». وأكد حويك ان إغلاق هذا المعبر سيشكل كارثة على الزراعة في لبنان، إذ يشهد هذا «الخط مرور ما يزيد على ألف طن يومياً من الخضار والفاكهة»، مشيراً إلى ان «التصدير البرّي سيضطر إلى تحويل مساره إلى العراقفالأردن ما سيرتب زيادة في الكلفة على المزارعين». يشار إلى ان التصدير البرّي في لبنان يشكل حيزاً مهماً من التصدير العام، إذ ينقل قرابة 70 في المئة من المنتجات المصدرة.