أمرت محكمة الاستئناف في باريس بالاستماع لإفادة قائد معسكر "غوانتانامو" السابق الجنرال جيفري ميلر، تلبية لطلب تقدم به معتقلان سابقان يقولان أنهما تعرضا للتعذيب، كما ذكرت مصادر متطابقة. وكان قضاة فرنسيون رفضوا في 2014 الطلب نفسه الذي تقدم به المعتقلان الفرنسيان السابقان نزار ساسي ومراد بنشلالي اللذان كانا أوقفا من جانب القوات الأميركية في أفغانستان وأرسلا إلى القاعدة الأميركية في كوبا وبقيا من 2001 إلى 2004 و2005 على التوالي قبل إرسالهما إلى فرنسا. واحتج المشتكيان على الرفض، وأنصفتهما محكمة الاستئناف في باريس. وقال محامي الفرنسيين، وليام بوردون: "الباب فتح مجدداً لملاحقة المسؤولين المدنيين والعسكريين عن جرائم دولية ارتكبت في غوانتانامو. وهذا القرار من شأنه إتاحة تقديم طلبات لمثول مسؤولين آخرين". تقع قاعدة "غوانتانامو" في كوبا، وبدأت استقبال مشتبه بهم في قضايا إرهاب بعد أربعة أشهر من اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وعلى رغم وعد باراك أوباما بغلق المعتقل، فإنّه لا يزال فيه 122 معتقلاً. ويعارض الكونغرس الذي تسيطر عليه المعارضة الجمهورية غلق معتقل "غوانتانامو"، على رغم انتقادات في شأن تجاوزات ارتكبت فيه. وخلال 13 عاماً، سجن فيه نحو 800 رجل من دون توجيه اتهام أو محاكمة. وقدم نزار ساسي ومراد بنشلالي شكواهما في فرنسا قبل سنوات عدة بتهمة الاعتقال التعسفي والتعذيب، والتحقيق لا يزال جارياً. وكان المحامي بوردون قال قبل أسابيع: "إن الجنرال جيفري ميلر أشير إليه في التحقيقات الدولية والأميركية كافة، باعتباره أساس سياسة التعذيب التي كانت تمارس"، مضيفاً: "ليس من المعقول ألّا تكون تمت مساءلته. وإذا رفض القدوم يتعين استخلاص نتائج ذلك". كما بدأ ساسي وبنشيلالي إجراءات أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وبعد جولات قضائية عدة، رفضت محكمة النقض في أيلول، طلبهما جاعلة الحكم بإدانتهما نهائياً لكونهما ذهبا بين 2000 و2001 إلى أفغانستان بنية القتال مع متطرفين.