نيروبي - رويترز - طالبت الحكومة الصومالية أمس السبت بخطة سلام دولية مثل استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في أفغانستان، قائلة إنها ستكون أكثر فاعلية وأقل تكلفة من الجهود الحالية لمحاربة القرصنة الصومالية. وقال رئيس الوزراء عبدالرشيد علي شرماركي في خطاب إلى صحيفة «التايمز» البريطانية: «نقبل أن ... الوضع في الصومال يبدو وكأنه يتعذر اصلاحه، لكن الواقع مختلف تماماً». ولا توجد في الصومال حكومة مركزية فاعلة منذ عام 1991. والبلد مأوى للمتمردين والقراصنة الذين يهاجمون سفناً في المحيط الهندي على رغم الدوريات البحرية الدولية. ولا تسيطر إدارة شرماركي سوى على جزء من العاصمة مقديشو. وكتب شرماركي أن خطة أوباما لأفغانستان تمثّل «تغييراً كبيراً في التأييد الدولي للدول المضطربة ... المذهل هو أن النتائج كلها تصدق على الصومال مثلما تصدق على أفغانستان». وأعلن أوباما الأسبوع الماضي أن الولاياتالمتحدة سترسل 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان لمكافحة تمرد حركة «طالبان»، بالإضافة إلى إجراءات تهدف إلى انهاء الفساد وتعزيز المسؤولية المحلية قبل الإنسحاب الأميركي. وأضاف شرماركي: «القرصنة ونمو التطرف الإسلامي ليسا هما الوضع الطبيعي. ليسا سوى عرضين لمرض كامن: غياب الحكومة والأمل». وتابع: «المفارقة هي أن تمويل خطتنا لن يتكلف سوى ربع ما ينفق الآن على السفن الحربية التي تحاول مكافحة القرصنة وستحل خطتنا بالفعل المشكلات بدل الاكتفاء بمطاردتها في أنحاء المحيط الهندي». وتصدّر الصومال عناوين الأخبار في الأيام الماضية عندما فجّر انتحاري نفسه في حفلة تخريج أطباء فقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً بينهم ثلاثة وزراء وعدة أطباء وطلاب وأقاربهم. وتقول وكالات الأمن الغربية إن الصومال أصبح ملاذاً آمناً للمتشددين بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين يستخدمونه لتدبير هجمات في انحاء المنطقة الفقيرة وخارجها. وقتل 19 الف مدني منذ بدء القتال عام 2007 وشرد 1.5 مليون من منازلهم مما تسبب في إحدى اسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وقال شرماركي إن الاستقرار الإقليمي في خطر متزايد، مضيفاً أن إدارته في حاجة أولاً إلى المساعدة في استعادة حكومة فاعلة وتدريب قوات أمنها. وأوضح أن الأمر الثاني الذي تحتاجه بلاده هو ضرورة أن يدعم العالم المنطقة الاقتصادية الخاصة في الصومال بما يمكنه من استغلال ثرواته من الأسماك والنفط والغاز لتمويل مستقبله. وقال رئيس الوزراء: «صيّادونا يراقبون حالياً الدول الأخرى وهي تنهب (خيرات) مياهنا .. وبينما ندين ذلك صراحة فلا عجب أن يلجأ هؤلاء الناس الغاضبون واليائسون إلى «صيد» السفن بدل الأسماك». ودعا بعد ذلك الى برنامج مدني كبير لتدريب الشبان الصوماليين وايجاد مصادر رزق تجارية مشروعة. ولم يقدم أي تقدير لتكلفة ذلك.