تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بتحقيق السلام في دارفور متوعداً المتمردين في حال تعنتهم ب»الندم»، فيما شددت الولاياتالمتحدة على أهمية التوصل إلى تسوية سريعة للصراع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور، عبر حوار شامل ينهي كل الصراعات في البلاد. وأكد البشير خلال مخاطبته حشداً من انصاره في زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، تعهد الدولة «اكمال السلام باعتباره سلعة غالية»، وطالب المتمردين بالركون للسلم «بعدما تحققت المطالب التي حملوا من أجلها السلاح»، وحذر مواطني الولاية من «الفتنة». وقال إن الحكومة ستسعى للسلام «بالتي هي أحسن، وهو الطريق الأمثل»، وزاد: «ستستعيد دارفور سيرتها الأولى، بلداً آمنة ومستقرة، أرضها تسع الجميع وخيراتها تكفيهم». في غضون ذلك، شددت الولاياتالمتحدة على أهمية التوصل إلى تسوية سريعة للصراع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور، عبر حوار شامل ينهي كل الصراعات في البلاد، وتعهدت بالتعاون مع فريق الوساطة الأفريقية المعني بقضية السودان. ودعا جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي رئيس فريق الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي إلى البيت الأبيض الأربعاء الماضي، لمناقشة الأوضاع في السودان. وأثنى بايدن على جهود مبيكي في التوسط بين الحكومة السودانية وقوى المعارضة السياسية والمسلحة. وناقش الجانبان أهمية «إنشاء نهج واحد على مستوى الأمة لإنهاء الصراعات في السودان»، على رغم تمسك الخرطوم بمسارين منفصلين حول المنطقتين ودارفور. واتفق بايدن ومبيكي على «الحاجة الملحة» الى استمرار الضغط على الحكومة وزعماء المعارضة السودانية، وكذلك منظمات المجتمع المدني، للبدء في عملية حوار وطني. وأكد نائب الرئيس الأميركي أن الوساطة الأفريقية ستكون حاسمة لضمان احترام حقوق الإنسان، والوصول على وجه السرعة إلى نهاية سلمية للصراعات في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور. واتفق الجانبان على مواصلة تنسيق الجهود عن كثب بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأفريقي. في تطور آخر، أوصى اجتماع لجنة مشتركة من السودان وجنوب السودان بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها بين الدولتين انعقد في أديس أبابا برعاية الوساطة الأفريقية، بعقد لقاء للقيادات القبلية، وشدد على معالجة الأوضاع الإنسانية وجعل أبيي خالية من السلاح. ودان بيان مشترك حوادث العنف التي وقعت في منطقة أبيي كما أكد ضرورة دعم قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في المنطقة (يونيسفا) والمجتمع المحلي، لمعالجة تلك التهديدات الى جانب الاحتياجات الإنسانية. وينتشر في أبيي حوالى 5 آلاف جندي أثيوبي ضمن مهمة دولية لحفظ السلام بعدما شهدت المنطقة المتنازع عليها توترات بين قبائل وجيشي الدولتين، راح ضحيتها عشرات الضحايا من الطرفين.