قال ناشطون إن النظام السوري قصف مدينة حلب وريفها في الشمال السوري بما لا يقل عن 184 برميلاً متفجراً خلال شهر آذار (مارس) المنصرم، فيما وثّق مركز حقوقي مقتل ما لا يقل عن 1276 مدنياً على أيدي القوات الحكومية خلال الشهر ذاته. وأصدر «المعهد السوري للعدالة» (هيئة حقوقية) أمس الأربعاء، إحصائية تضمنت أرقاماً لعدد الصواريخ والبراميل التي ألقاها النظام على حلب وريفها الشهر الماضي. ووفق الإحصائية، بلغ إجمالي عدد البراميل المتفجرة 184 توزَّعت بين المدينة وريفها، مشيرة إلى «الاشتباه» بأن أربعة منها كانت تحمل «مواد كيماوية». وأضافت الإحصائية أن 272 صاروخاً أطلقت من الطائرات الحربية، إضافة إلى 22 صاروخ أرض- أرض من طراز «الفيل». وينفي النظام السوري باستمرار استخدام براميل متفجرة في قصف مناطق المعارضة، وهو أمر يؤكده ناشطون ومنظمات حقوقية دولية. وأشار «المعهد السوري للعدالة» إلى أن القصف بالبراميل والصواريخ على حلب الشهر الماضي، أدى إلى «مقتل 45 مدنيّاً، تم توثيقهم بالأسماء والصور، منهم 8 نساء و17 طفلاً وطبيب واحد». في غضون ذلك، وثّقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» مقتل 1697 شخصاً في سورية خلال آذار (مارس) الماضي، بينهم 1276 قُتلوا على أيدي القوات الحكومية. وأوضحت الشبكة أن «القوات الحكومية قتلت 1029 شخصاً مدنياً، بينهم 147 طفلاً (بمعدل 5 أطفال يومياً)، كما أن من بين الضحايا 136 امرأة، فيما بلغ مجموع الضحايا الذين ماتوا تحت التعذيب 134 شخصاً، بينهم طفل و3 سيدات (بمعدل 5 أشخاص يموتون تحت التعذيب يومياً)». وأوضحت الشبكة أن «نسبة الأطفال والنساء بلغت 28 في المئة من أعداد الضحايا المدنيين، في مؤشر صارخ على استهداف متعمد من قبل القوات الحكومية للمدنيين». ولفتت الشبكة إلى أن «القوات الحكومية قتلت 247 شخصاً مسلحاً خلال عمليات القصف أو الاشتباك»، فيما قتلت القوات الكردية مدنياً واحداً. وسجّلت الشبكة أيضاً «مقتل 279 شخصاً على أيدي الجماعات المتشددة»، قائلة إن «تنظيم داعش قتل 241 مدنياً، بينهم 33 طفلاً، و22 سيدة»، إضافة إلى شخص واحد «قضى تحت التعذيب». وأضافت أن «داعش» قتل أيضاً «ما لا يقل عن 10 مسلحين أثناء الاشتباكات مع فصائل من المعارضة المسلحة أو من خلال عمليات إعدام ميدانية للأسرى». وبالنسبة إلى «جبهة النصرة»، اتهمت الشبكة هذه الجماعة التي تمثّل فرع «القاعدة» السوري بقتل «16 مدنياً، بينهم طفل و3 سيدات»، إضافة إلى شخص واحد «قضى تحت التعذيب». وأضافت أن «النصرة» قتلت كذلك 12 مسلحاً خلال اشتباكات مع فصائل من المعارضة أو من خلال «عمليات إعدام ميدانية للأسرى». وأوردت الشبكة أيضاً أنها «وثّقت مقتل 91 شخصاً على أيدي المعارضة المسلحة»، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء كانوا من المدنيين (84 مدنياً، بينهم 15 طفلاً، و6 سيدات، فيما قُتل سبعة مسلحين في اشتباكات داخلية بين الفصائل). ولفتت أيضاً إلى أن ضربات قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أوقعت ثلاثة مدنيين قتلى هم طفلان وسيدة. واتهمت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في خلاصة تقريرها «القوات الحكومية والشبيحة بانتهاك أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة». مشيرة إلى «عشرات الحالات التي تتوافر فيها أركان جرائم الحرب المتعلقة بالقتل». وتابعت أن 90 في المئة من الهجمات الواسعة النطاق أو الفردية «وُجّهت ضد المدنيين» أو ضد أهداف مدنية، و «هذا كله يخالف ادعاءات الحكومة السورية بأنها تقاتل القاعدة والإرهابيين». ولفتت الشبكة إلى أن تنظيم «داعش» يتشكل من «غالبية غير سورية تهدف إلى إقامة خلافة في كل أنحاء العالم، وبالتالي فإن تطلعات التنظيم وأهدافه تختلف جذرياً عن الأهداف التي يطمح إليها السوريون من إقامة دولة تعددية ديموقراطية، وقد ارتكب التنظيم جرائم قتل عدة خارج نطاق القانون وتعتبر بمثابة جرائم حرب». وتابعت أن فصائل معارضة أخرى ارتكبت «جرائم قتل خارج نطاق القانون، ترقى لأن تكون جريمة حرب». واعتبر التقرير أن «حكومة إيران وتنظيم حزب الله وتنظيم داعش» تُعتبر «مشاركة فعلياً بعمليات القتل، وتتحمل المسؤولية القانونية والقضائية». وفي إطار متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أنه وثّق مقتل 4973 شخصاً بينهم 1135 مدنياً خلال آذار الماضي. وأضاف أن عدد القتلى من عناصر الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية بلغ 762، فيما بلغ 1490 عدد القتلى من «الكتائب الإسلامية المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وجيش المهاجرين والأنصار من جنسيات غير سورية». أما عدد قتلى قوات النظام فقد بلغ 691، في حين قُتل 714 من عناصر اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والمخبرين الموالين للنظام. وتابع أن 13 قتيلاً سقطوا ل «حزب الله» اللبناني، و145 من المقاتلين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية «غالبيتهم من الطائفة الشيعية». وبلغ عدد الضحايا المجهولي الهوية 18.