وصف المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدء عملية عاصفة الحزم ب«الخطوة المباركة، والعمل الصالح الذي قصد فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز مساعدة اليمن من ظلم ميليشيات الحوثي التي تحارب الدين، وكذلك صد من يحاول المساس ببلادنا». ودعا المفتي في كلمة توجيهية له عشيّة استقباله مساء أمس في منزله في الرياض أعضاء ملتقى إعلاميي الرياض «إعلاميون» إلى تعزيز دور اللحمة الوطنية والتواصي بالحق والصدق والموضوعية في نقل المعلومات وتبادلها عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، والوقوف خلف القيادة في مثل هذه الظروف التي تعيشها بلادنا، من خلال التعاطي بالكلمة الحسنة، والتناصح على الخير، وقطع الخط على من يحاول النيل أو العبث بأمن ولحمة مجتمعنا. وأكد أن الإعلاميين «عليهم مسؤولية كبرى»، تتمثل في إبراز مكانة المملكة التي تعد بلاد الإسلام والمسلمين، وبلاد الحرمين الشريفين، والدفاع عنها بالكلمة الطيبة، والردود المؤثرة، وتشجيع الدولة وشد أزرها والوقوف معها في الشدائد لتحقيق الأمن والاستقرار لها، خصوصاً في مثل هذه الظروف الخاصة التي نعيشها في الدفاع عن عقيدة بلادنا وأرضها وقيادتها وشعبها. وقال: «لا بد أن يكون الإعلاميون سلاحاً منيعاً ضد الأعداء، والتناصح في ما بينهم لمنع كل مفسد أو ضال من كتابة شيء سيئ، والتعاون والسعي إلى تثبيت الأمة، والبعد عن نقل الأراجيف والأقاويل الكاذبة، وتعزيز صف المجتمع سواء عبر وسائل الإعلام، أم شبكات التواصل الاجتماعي، وتوضيح حقيقة الحملات المغرضة التي يقودها الأعداء ضد بلادنا، خصوصاً في هذا الوقت الذي يحتم علينا جميعاً التكاتف بكل المستطاع لتأييد القيادة في ما يقومون به من أجل الذود عن بلادنا وتحقيق الأمن لها، فضلاً عن إنقاذ إخوتنا في اليمن من بطش فئة الحوثيين الضالين». وشدد على أن الإعلام شريك حقيقي في ما يقوم به الجنود البواسل من جهود مضنية من أجل الدفاع عن الوطن في جبهة القتال، عبر المشاركة في كتابة ونقل معلومات تخدم جهودهم في الجبهة، والسعي لنشر الخير والصلاح في المجتمع، والبعد عن إثارة الفتنة، خصوصاً بين أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين يعيشون في بلادنا منذ سنوات وعاشوا بيننا، وعملوا معنا مثل إخواننا اليمنيين، مشيراً إلى أنه من سلك الطريق الحسن المستقيم في بلادنا سيعيش مطمئناً، ولن يتعرض له أحد بالسؤال. وزير الشؤون الإسلامية: ولاة الأمر محل الثقة... يقدرون المصالح ويدرأون المفاسد أكد وزير الشؤون الإسلامية السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن «عاصفة الحزم» جات في وقت ألحت فيه الحاجة لمثلها محلياً ويمنياً وإقليمياً. وأعاد ذلك إلى أن طموحات المتمردين الحوثيين تتجاوز إثارة القلاقل في اليمن إلى هدف أكبر هو «زعزعة المنطقة»! وقال آل الشيخ في تغريدات متتابعة على حسابه في «تويتر» أمس: «يريد الحوثيون بأهل اليمن وأهل السنة الشر، بالتعاون مع جهات خارج الوطن العربي»، إلا أن الوزير العضو أيضاً في مجلس الشؤون السياسية والأمنية في بلاده، قلل من أهمية المآرب الحوثية، إذ يشعر هو ومواطنوه، ب«بفضل الله بما حبى ولاة أمورنا خادم الحرمين وولي عهده وولي ولي عهده ووزير الدفاع من قوة وحزم». وأضاف: «حباهم الله بالقوة والعزم للقضاء على مخطط الحوثي الذي يهدف لإقلاق اليمن، بل والوصول إلى العمق لتنفيذ أفكار لا تريد الخير بنا». مشيراً بحكم موقعه الديني، إلى أنه في «مثل الأجواء» التي تشهد السعودية، «يجب على الناس الثقة بما يراه ولاة أمورهم، فهم الذين يقدرون المصالح ويدرأون المفاسد، فآحاد الناس قد لا يدرك ذلك». واعتبر أن الواجب الآخر، هو «ألا نتناقل الأخبار التي ليست في محلها ونمتثل قول الله: (وإذا جاءهم أمر من الأمن والخوف أذاعوا به)». في إشارة إلى تناقل إشاعات، حذرت السلطات الأمنية من ترددها عبر الأوساط الاجتماعية. وكان آل الشيخ أبلغ نحو 11 ألف خطيب جامع في السعودية الأسبوع الماضي بتعليمات ألزمتهم بتخصيص الخطب المنبرية ل«عاصفة الحزم» التي أطلقتها السعودية الخميس الماضي، في سياق حلف خليجي وإسلامي وعربي. «هيئة العلماء» تؤيد «التحالف»:يجب ردع الحوثي ووقف تماديه أصدرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي بياناً لها أمس أيدت فيه التحالف الذي تقوده السعودية في «عاصفة الحزم»، وحملت المتمردين الحوثيين مسؤولية ما جرى، مؤكدة وجوب ردعهم وحجزهم عن تماديهم. وجاء في البيان بعد الحمد لله، قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، والقائل سبحانه وتعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً). وقال البيان إن الهيئة العالمية للعلماء المسلمين، وهي ترقب التمدد الحوثي المارق وما جرّه من ويلات على اليمن الشقيق لتنفيذه لأجندات خارجية لا تخفى على أحد، وما آل إليه الأمر هناك من فساد ودمار، وما كان من هذه الفرقة من رفض لنداءات الحوار والإصلاح، وتنكر للمواثيق الدولية، فإن علماء المسلمين في هذه الهيئة يحملونها مسؤولية ما جرى ويرون وجوب ردعها وحجزها عن تماديها. وقالت إن هذه الحملة جاءت نصرة وتلبية لنداء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين بغى عليهم الحوثيون فدمروا مساجدهم، وقتلوا رجالهم، ويتموا أطفالهم، وانتهكوا حرماتهم، ونهبوا أموالهم، وعاثوا في الأرض فساداً، بعد أن انقطعت كل الآمال في عودة هؤلاء المارقين إلى رشدهم أو قبولهم بدعوات الحوار والإصلاح. ودعا البيان قادة الأمة العربية والإسلامية إلى تعزيز هذا التحالف والانضمام إليه، لما فيه من نصرة المظلوم على الظالم والأخذ على يديه. وأشار إلى إن فرقة الحوثيين ضالة مارقة تدثرت بشعارات زائفة وخرجت عن المنهج الإسلامي الحق، والهيئة تدعو جميع أبناء الأمة الإسلامية إلى إدراك خطرهم وفساد هذه المعتقدات ومناقضتها لأصول هذا الدين القويم. ودعت الهيئة عموم أهل السنة في اليمن إلى التيقظ لخطورة المشروع الصفوي الطائفي الذي يحاك ضدهم، وتطالبهم بوحدة صفوفهم واجتماع كلمتهم، وتناسي الخلافات في ما بينهم، امتثالاً لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، وقوله تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص).