أرسلت باكستان وزير دفاعها خواجا عاصف، ومعه مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية والخارجية سرتاج عزيز، وعدد من كبار الضباط إلى المملكة العربية السعودية، على متن طائرة عسكرية للبحث في الأزمة الراهنة في اليمن، وسبل مشاركة إسلام آباد في التحالف الذي تقوده الرياض. وقبيل مغادرته القاعدة الجوية أكد خواجا آصف، أن حكومتي باكستان والسعودية «حريصتان على أن أي قرار تتخذانه لا يعني تقسيم الأمة الإسلامية فكل الجهود منصبة من أجل التعاون بين الدول الإسلامية والوقوف في وجه أي خطر يتهدد وحدتها». وكان متوقعاً أن يلتقي الوفد فور وصوله إلى الرياض ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وكبار المسؤولين. وعلى رغم التوقع أن تعلن باكستان مشاركتها العسكرية المباشرة في الحرب ضد الحوثيين، وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إلا أن مسؤولين أمنيين أكدوا أن إعلان المشاركة سيتم بعد انتهاء زيارة الوفد. يذكر أن القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية أكدت وقوفها إلى جانب السعودية ضد أي تهديد لأمنها واستقرارها وأن مقدرات الجيش كلها تحت تصرف الرياض في حال تعرضت أراضيها وأمنها لأي خطر. وكان ديوان رئيس الوزراء الباكستاني أصدر بياناً قبيل مغادرة الوفد إلى الرياض يؤكد فيه «تواصل نواز شريف مع قادة الدول الإسلامية واقتراحه عقد قمة إسلامية طارئة أو مؤتمر لوزراء الخارجية في إسلام أباد لمناقشة الأحداث في اليمن والخروج باتفاق يدعم الحكومة الرسمية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي ويضع حداً للاقتتال». في غضون ذلك، زاد عدد الأحزاب الباكستانية المؤيدة موقف الحكومة، وقال رئيس «جمعية علماء الإسلام» إن «الشعب الباكستاني يدعم استقرار السعودية، فيما تراجع الرئيس السابق آصف زرداري عن موقفه الرافض هذا التأييد، وطالب الحكومة بعقد مؤتمر لكل الأحزاب وبعرض أي قرار تتخذه على البرلمان، فيما دعت جماعات دينية إلى فتح باب التطوع «وإرسال من يرغب إلى المملكة والقتال إلى جانبها ضد المتمردين الحوثيين»، وأكد مسؤولون في جماعة «الدعوة»، و «مجلس علماء باكستان» و «جمعية أهل الحديث» استعداده لإرسال عشرة آلاف مقاتل، دفعة أولى «للدفاع عن المملكة والقتال ضد المتمردين الحوثيين». وسيرت هذه الجماعات تظاهرات في مختلف المدن دعماً ل «عاصفة الحزم».