أطلقت مجموعة من المفكرين والاكاديميين الفرنسيين حملة مناهضة للنقاش حول الهوية الوطنية، وطالبت في بيان بالغاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية التي يتولاها اريك بيسون، كونها تسببت من خلال ادائها بالمزيد من الانفلات على مستوى المجتمع الفرنسي والمزيد من الانعزال. ووصف موقعو البيان النقاش الذي أطلقه بيسون حول الهوية الوطنية بأنه عملية «سطو وطنية على فكرة الأمة»، وأكدوا رفضهم المشاركة فيه. وقال المفكرون والاكاديميون الذين يعدون من بين الأبرز والأهم في فرنسا، ومن بينهم بول فيريليو وسيرج سلاما وباتريك فييه، في بيان نشرته صحيفة «ليبراسيون»، انه بقدر ما ان النقاش حول الهوية الوطنية يمكن أن يكون مفيداً ضمن اطار البحث العلمي، بقدر ما هو «غير ممكن» في اطار مبادرة اطلقها وزير الهجرة والهوية الوطنية. ولفتوا الى أن المذكرة الموجهة من قبل بيسون الى رؤساء المحافظات وتتضمن مجموعة من الأسئلة يفترض أن تساعد على تركيز النقاش، تشير بغالبية تسعة اسئلة من أصل عشرة، الى المهاجرين بصفتهم مشكلة على صعيد الهوية الوطنية. واعتبروا أن وزارة الهجرة التي انشئت نتيجة تعهد انتخابي أقدم عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اطار حملة الانتخابات الرئاسية، أشاعت في ادائها جواً من التحامل على كل ما هو أجنبي وعلى المهاجرين وأبنائهم. وتابعوا ان ما حققته هذه الوزارة، يمكن حصره بترحيل 27 ألف مهاجر غير شرعي عن فرنسا سنوياً، وبالاعتقالات التي تشمل المهاجرين غير الشرعيين والتدقيق في الهويات وفقاً للملامح الشخصية، ما ادى الى تعزيز اجواء الرفض حيال الاخذ اضافة الى العنف والتمييز الذي بات يومياً وشائعاً. ودعا موقعو البيان الفرنسيون والجمعيات والاحزاب الى الانضمام اليهم والمطالبة بالغاء وزارة الهجرة والهوية الوطنية «لأنها تعرض الديموقراطية للخطر». وأطلق هؤلاء عريضة يمكن للراغبين توقيعها على انترنت عنوانها «لن نناقش»، يقولون فيها انهم يرفضون لعب أي دور في اطار نقاش يستهدف كل ما هو مختلف. ويذكر ان وزارة الهجرة والهوية الوطنية استحدثها ساركوزي بهدف التحكم بوتيرة ونوعية المهاجرين الى فرنسا، والعمل على دفع المهاجرين الموجودين في فرنسا بصورة شرعية على الاندماج بصورة أفضل في مجتمعها. ولكن العديد من الاوساط الفرنسية باتت ترى أن الوظيفة العملية التي قامت بها هذه الوزارة مخالفة تماماً لمبررات وجودها.