اختارت دار الكتب والوثائق القومية المصرية الروائي المصري خيري شلبي ليكون أول ضيف في «صالون الأربعاء» الذي أطلقته، لتقدم عبر شهادات لعدد من الروائيين المصريين البارزين. بدأ اللقاء بتقديم للقاص المصري سعيد الكفراوي الذي وصف صاحب رواية «وكالة عطية» بأنه «الأديب المصري الوحيد بعد نجيب محفوظ الذي استطاع عبر سعي دؤوب نحو معرفة تخصه، أن يقدم في أكثر من 70 كتاباً، عالماً خاصاً به اهتم بالمهزومين والمهمشين الذين يعيشون في الستر». واستهل شلبي شهادته بالتنبيه إلى أنه يرى أنه مسؤول في شكل ما عن الشعور بالتفاوت الطبقي السائد في مصر في الوقت الراهن بسبب كتابته التي ركزت على مدى سنوات طويلة على هموم الطبقة الدنيا في المجتمع. وتحدث خيري شلبي (1938) عن كيفية اكتشافه للغة التي يكتب بها بعد جهد كبير حتى إنه بعد أن كتب رواية عنوانها «اللعب خارج الحلبة» أنكرها لأنها مكتوبة بلغة هو غير راض عنها، مشيراً إلى أنه لم يكتشف هذه اللغة إلا عندما أعد رواية «الأيام» لطه حسين لتقدم في الإذاعة المصرية، وطلب منه طه حسين نفسه أن يكتب الحوار بالفصحى. فاكتشف من التجربة أن «لغة الشارع قابلة للتدوين لأن أصلها فصيح». وتحدث أيضاً عن المكان في رواياته وقال: «أنا مغرم بالمكان وأرى أنه البطل في الحياة، فهو حاضن الزمن». وأضاف أنه يميل إلى الحكي أكثر من السرد، «حتى تكون هناك فرصة لنبذ الشخصيات الشريرة التي قد يضفي عليها سحر السرد جاذبية تجعل القارئ يقع في أسر حبها». وقال صاحب رواية «صهاريج اللؤلؤ» إنه يحب «الرواية الصوتية، أي تلك التي تضم أصواتاً عدة يحكي كل منها عما يخصه، من دون أن يخضع ذلك لتخطيط مسبق». ورداً على سؤال عن سبب إدانته الرئيس المصري الراحل أنور السادات في إحدى رواياته بدعوى أنه أطلق العنان للجماعات الإسلامية، قال إنه يدين أشكال التطرف كافة وإنه يعتب على السادات «لأن تصرفه هذا كان لا يمثل اقتناعاً بأن يسود التيار الإسلامي، ولكنه أطلقه ليضرب اليسار. وفي النهاية دفع هو شخصياً حياته لتلك السياسة، ومع ذلك أود أن أوضح أن الآراء التي يقول بها أبطال رواياتي لا تعبر بالضرورة عن قناعتي الشخصية». وقال : «أنا لا اعترف بشيء اسمه الإلهام بالنسبة إلى من يشتغلون بالكتابة الأدبية، فأنا أضع الورق والقلم أمامي وعندما يخطر في بالي شيء أكتبه، وهكذا تتوالى رواياتي، الواحدة تلو الأخرى». واختتم خيري شلبي بدعوة الأدباء إلى إنشاء دور نشر تتولى إصدار مطبوعات ناجحة لأن الدولة أثبتت فشلها في القيام بهذه المهمة «لأن رئيس تحرير المطبوعة الحكومية يخضع لمحاذير تدفعه إلى إخراجها مقلمة الأظافر».