مع ارتفاع وتيرة التحذيرات من هيئة الأرصاد وحماية البيئة باحتمال هطول أمطار على مدينة جدة خلال اليومين المقبلين، بدأ الكثير من سكان المناطق المهددة بالنزوح، وترافق ذلك مع عمليات إخلاء نفذتها إدارة الدفاع المدني للأحياء الواقعة شرق الخط السريع، تحسباً لوقوع كارثة في حال انفجار بحيرة الصرف الصحي المجاورة لتلك الأحياء. وقال مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني لمواجهة حالات الطوارئ العميد محمد القرني ل «الحياة»: «إن إدارة الدفاع المدني أنشأت مركز طوارئ للتعامل مع حالات هطول الأمطار، إذ تم تجهيزه ب 25 صافرة إنذار و46 قارب نجاة و15 سيارة إسعاف و50 من المعدات الثقيلة، وغرفة عمليات تعمل على مدار الساعة». وأكد أن وضع بحيرة المسك مطمئن، لا سيما وأن هناك مراقبة لمنسوب المياه فيها من «أمانة جدة» ومتخصصين من الدفاع المدني، وقال: «في حال حصول أي ارتفاع أو خطر، لدينا الوقت الكافي لإنذار سكان المنازل القريبة منها، لإخلائها واستخدام صافرات الإنذر المتنقلة». ولم تخفف عبارة «الوضع تحت السيطرة»، التي يطلقها المسؤولون في جدة من هلع وخوف سكان المدينة، إذ قرر كثيرون النزوح قاصدين مدناً قريبة، أو بيوت أسرهم في محافظات بعيدة، للبحث عن الأمان الذي فقدوه مع كارثة السيول. ويرى سكان المدينة المنكوبة أن تصريحات المسؤولين فيها تختلف عن الواقع الذي يعيشونه، ولا سيما في ظل وجود تحذيرات من هيئة الأرصاء وحماية البيئة باحتمال هطول أمطار غزيرة خلال اليومين المقبلين. وزاد في التوتر تحذير مديرية الدفاع المدني سكان الأحياء الشرقية من المحافظة والمجاورة ل «بحيرة المسك» وطلبها إخلاء منازل بعضهم. وفي المقابل شرع 54 قاضياً وداعية وعالماً وأكاديمياً في محافظة جدة في صياغة مذكرة، تمهيداً لرفعها الى المقام السامي على خلفية الكارثة التي تعرضت لها محافظة جدة وما نتج عنها من وفيات ومفقودين وأضرار في الممتلكات والمرافق العامة. وتتضمن مسودة المذكرة التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، تأييد ما أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشكيل لجان للتحقيق والتقصي في أسباب الكارثة، واستدعاء أي مسؤول للمساءلة، والمطالبة بسرعة تطبيق القرار والإعلان عن نتائجه بشفافية ووضوح وإعطاء كل ذي حق حقه. وتحض المذكرة على تولية أهل الأمانة والقدرة، مطالِبةً بتفعيل الأنظمة والمعايير الكفيلة بالمحاسبة والرقابة بشكل دائم. وأجمع المشاركون في صياغة المذكرة على أهمية إعادة تخطيط محافظة جدة وفق أعلى المقاييس العالمية للمدن المتطورة وإيجاد المشاريع الخدماتية الخاضعة لأعلى المواصفات التي تخدم المواطنين بعيداً عن الغش والإهمال والمحاباة وجعل راحة المواطنين هدف الجميع. يذكر أن عدد الوفيات نتيجة السيول بلغ بحسب آخر إحصاء للدفاع المدني 108، ولا يزال البحث جارياً عن 24 مفقوداً.