قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إن «العالم العربي يتغير بسرعة وبعمق، وإن هذا التغيير لا بد أن يطاول الجامعة... فإما أن نجعل من الجامعة أداة للتغيير المسؤول أو نتركها للتيار العارم يجرفها في طريقه». وأكد العربي، في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال26 في منتجع شرم الشيخ أمس، ضرورة «إعادة النظر في أداء الجامعة وبنيتها ومؤسساتها إن أردنا لها مواكبة التغييرات التي يشهدها العالم العربي اليوم». وأشار إلى أن القمة العربية استجابت لهذا النداء، مشيراً إلى مشروع الميثاق بصيغته المعدلة المقدم للقمة الحالية وكذلك مشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن لاتخاذ القرار المناسب، مع ما يتطلب ذلك من مواصلة المشاورات بين الدول الأعضاء لاستكمال عملية تطوير الجامعة. وشدد العربي على أن القضية الفلسطينية كانت دائماً ولا تزال تشكل التحدي الأكبر والأخطر في المنطقة العربية والتي لن تنعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها، الأمر الذي يتطلب تبني مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى مبادرة السلام العربية وإلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. واعتبر العربي عملية «عاصفة الحزم» التي بادرت إليها السعودية وأشقاؤها في التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، مقاربة جديدة للتعامل العربي الجماعي الفعال مع التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن القومي وسلامة واستقرار الدولة الوطنية العربية بمختلف مكوناتها. وأعلن العربي التأييد التام لهذه المبادرة باعتبارها إجراء لا بد منه من أجل حماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية التي جاءت استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد فشل جميع الجهود التي بذلت من أجل وضع حد لتمادي جماعة الحوثيين وانقلابهم على الشرعية اليمنية. وأشار العربي إلى الأزمة في سورية والتي برهنت على أن تداعي سلطة الدولة وتفتت المجتمع واقتتال فئاته يمثل خطراً داهماً لا يعادله خطر آخر. وقال إن النزاع في سورية يدخل عامه الخامس، حيث تداعت ركائز الدولة وانهارت مقوماتها الوطنية، وباتت الأزمة السورية اليوم بتداعياتها الخطيرة، تُشكّل التهديد الأكبر للأمن القومي العربي. وأعرب عن أسفه لعدم تمكن المجتمع الدولي من إيجاد حل لهذه الأزمة، يكفل إعادة الاستقرار والأمن، ويلبي طموحات الشعب السوري في الحرية والتغيير السلمي والديموقراطية. وتناول العربي أيضاً الملف الليبي الذي تمني أن يتم التوصل إلى حل قريب يعيد بناء المؤسسات ويحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها وسلامتها الإقليمية، وإلى الصومال التي باتت خطوات إعادة بناء الدولة تؤتي ثمارها، داعياً إلى دعم عربي لمساعدة الأشقاء الصوماليين على النهوض بأعباء هذه المرحلة الانتقالية. وتحدث العربي عن صيانة الأمن القومي العربي، مشيراً إلى مشروع قرار أمام القمة يتعلق بإنشاء قوة عربية مشتركة، وقال إن هذا القرار يمثل تطوراً تاريخياً يرتقي بمستوى العمل العربي المشترك، ويعبر عن الإرادة الجماعية في صيانة الأمن القومي العربي. معرباً عن أمله في أن يتم الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ، ولتكون هذه القوة على أهبة الاستعداد للاضطلاع بالمهام الملقاة على عاتقها في مواجهة التحديات التي تواجه أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية والأمن القومي العربي برمته.