عُقدت على هامش القمة العربية في شرم الشيخ الساحلية، قمة ثلاثية ضمت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بحثت في تطورات الملف اليمني وعملية «عاصفة الحزم»، قبل أن يغادر هادي شرم الشيخ بعد إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، عائداً إلى الرياض. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن القمة الثلاثية «تناولت التأكيد على أهمية خروج القمة العربية بالنتائج المرجوة التي تحقق آمال وطموحات الشعوب العربية، وتحفظ وحدتها وتصون مقدراتها»، ونبّه الزعماء الثلاثة إلى أن القمة «تُعقد في مرحلة شديدة الأهمية وتعد فارقة في تاريخ الأمة العربية التي لم تشهد من قبل تحديات كالتي تمر بها في الوقت الحالي، خصوصاً التطورات التي يشهدها اليمن، والتي استدعت تكاتف الجهود ووحدة الصف في إطار عملية «عاصفة الحزم» لاستعادة الاستقرار والأمن للشعب اليمني». وأضاف البيان المصري أن اللقاء شهد «إشادة بدور مصر العربي، مع التأكيد على ثقلها الثقافي والاجتماعي، ودورها في مساندة أشقائها العرب في أوقات المحن والشدائد»، ونقل تأكيد الرئيس السيسي أن مصر «كانت وستظل عوناً لأشقائها ومدافعاً عن الحقوق العربية ومساهماً فاعلاً في صون مقدرات الدول والشعوب العربية». من جانبه أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ل»الحياة» استمرار عملية «عاصفة الحزم» لحين استعادة الشرعية، مشدداً على أن «لا حوار مع الانقلاب الحوثي قبل الانسحاب الكامل من المناطق التي استولوا عليها، وتسليم السلاح، والاعتراف بالشرعية»، وتوقع ياسين أن تخرج عن القمة «رسالة شديدة اللهجة حيال التدخلات الإيرانية في اليمن، ودعم لعاصفة الحزم والشرعية في اليمن». وكان الرئيس المصري استقبل مساء أول من أمس نظيره اليمني في مطار شرم الشيخ قادماً من الرياض، قبل أن يعقد معه لقاء قمة تطرقت إلى عملية «عاصفة الحزم». ونقل بيان رئاسي مصري تأكيد هادي على المكانة التي يُكنها اليمن وشعبه لمصر، التي تلعب دوراً رائداً على الصعيد العربي في شتى المجالات، منوّهاً بدور مصر التاريخيش للدفاع عن اليمن. من جانبه شدد السيسي على أن مصر «لم ولن تتقاعس يوماً عن الوقوف بجوار أشقائها، ولم تأل جهداً إزاء تأييدهم ومساندتهم في أوقات المحن والشدائد»، متمنياً أن تكلل الجهود العسكرية في إطار عملية «عاصفة الحزم» ب»النجاح وأن تحرز أهدافها المرجوة، بما يساهم في عودة الاستقرار والهدوء إلى الشعب اليمني». وشكر هادي السيسي على المشاركة المصرية في العملية العسكرية، فضلاً عن الدعم السياسي المصري المقدم لبلاده، متمنياً ألا يلقى اليمن مصير عدد من دول المنطقة التي تعاني شعوبها من ويلات المواجهات المسلحة وأعمال العنف الطائفي، راجياً تعاون مصر وكل الدول الشقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وبسط الدولة لسيطرتها على كامل الأراضي اليمنية. ولفت الرئيس اليمني إلى محاولات بعض الأطراف الإقليمية التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، واستغلال الاختلاف المذهبي كوسيلة لبث بذور الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد.