على رغم أن سعر الأضحية في هذا العام، تجاوز سعر ثلاجة كهربائية توضع فيه الأضاحي، إلا أن عدداً من المواطنين ما زالوا يمارسون الطرق القديمة في حفظ لحوم الأضاحي واستهلاكها، بعد أكل جزء منها في أيام العيد، من خلال تجفيفها بما يسمى ب«القفر» أو «القديد». ويتم من خلال هذه الطريقة تقطيع اللحم إلى شرائح طويلة، وتوضع عليها كميات كبيرة من الملح، وتعلق في الهواء الطلق على حبال صغيرة، تضمن عدم سقوطها على الأرض، أو وصول الحشرات إليها، شريطة أن توضع في مكان لا تصله الشمس، بينما تكون معرضة للهواء حتى تكون عملية تجفيفها أسرع بعيداً عن الشمس. ويستخدم القدامى هذه الطريقة في محاولة لحفظ اللحم أطول وقت ممكن بعد عيد الأضحى، للاستفادة منه في مناسبات مختلفة خلال السنة. ويحتاج تجفيف اللحم إلى أكثر من 20 يوماً قبل أن يكون صالحاً للتناول. وتقول عائشة المحمد، وهي إحدى النساء المتعهدات بتجهيز الأكلات الشعبية: «إن لحم القفر يستخدم في الأكلات القديمة، مثل «الجريش» و»المرقوق»، مضيفة أنه «قبل طبخ اللحم، نقوم بغسله بالماء، لتخفيف درجة ملوحته، تمهيداً لتقديمه مع الأطباق الشعبية الأخرى». وأشارت المحمد، إلى أن «القفر» يرتبط عادة في عيد الأضحى، نتيجة «وفرة اللحوم في تلك الأيام، وصعوبة الحصول عليها في بقية أيام العام، ما يدفعنا ل«قفر» اللحم». وأبانت أن القفر يصنع من «لحم الغنم أو الإبل، إلا أن الأخير تفضله الأسر أكثر، لسهولة تجفيفه وأكله بعد طبخه». ولا تخفي حرص الأجيال الجديدة على تذوقه في المواسم، وتؤكد أن طلبات عدة تصل إليها من أسر لتجهيز أكلات شعبية مع لحم «القفر». ولفتت إلى أن التطور دخل هذه الصنعة البدائية، من خلال انتشار جهاز جديد في الأسواق، على شكل «صندوق، توضع فيه اللحوم بعد تقطيعها لشرائح طويلة، وتمدد على أرفف بلاستيكية، وترش اللحوم بالملح، وبعد ساعات عدة، يتم إدخال هذه اللحوم في جهاز التجفيف، في عملية لا تتجاوز 10 ساعات، مختصراً بذلك 20 يوماً». وأوضحت أن هذا الجهاز يتميز «بنظافة اللحوم، وخلوها من الحشرات والأتربة التي قد يكون معرضاً لها إذا ما وضع في مكان مكشوف»، مشيرة إلى أنها لم تجد أية أعراض جانبية لتناول اللحوم المجففة طوال فترة حياتها.