نيويورك، روما، أنقرة، بكين - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكدت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس، ان بلادها لا تؤيد حالياً تعيين منسق مدني لدعم الحكومة الأفغانية، ما يتناقض مع تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي الثلثاء الماضي. وقالت رايس: «ليس الاقتراح اميركياً، على رغم تأكيدنا ان حصول تنسيق افضل بين الفرق العسكرية والمدنيين أمر «ضروري وملح»، في اطار الجهود الدولية التي تبذل في افغانستان. وأضافت: «نستطيع اتخاذ تدابير مع شركائنا في اطار الحلف الأطلسي لتعزيز قدرة مهمة الأممالمتحدة للمساعدة في افغانستان عبر تعزيز التنسيق بين البلدان التي تشارك في الحلف». وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية كشفت المشروع الإثنين الماضي، ووصفته بأنه «محاولة أميركية للالتفاف على الرئيس الأفغاني حميد كارزاي»، لكن كيلي أكد ان تعيين منسق لا يهدف، في اي حال من الأحوال، الى منافسة الحكومة الأفغانية او الالتفاف عليها»، فيما اشار مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه ان فكرة فرض منسق مدني في كابول «تحرز تقدماً» لدى البلدان ال 43 المشاركة في الحرب في افغانستان. وفي اطار المبادرات المواكبة لقرار الرئيس الأميركي باراك اوباما ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان والذي سيوضع قيد التنفيذ خلال اسبوعين او ثلاثة، بحسب ما صرح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، اعلن وزير الدفاع الإيطالي انياتسيو لا روسا ان بلاده سترسل الف جندي اضافي الى البلاد، مستبعداً ارسال 1500، «لأنه رقم عالٍ لن نصل اليه». وأوضح أن الزيادة ستتوافر عبر سحب جنود من مهمتي حفظ السلام في البلقان ولبنان. وفي تركيا، أعلن مصدر رفيع في وزارة الخارجية رفض كشف اسمه ان انقرة لا تفكر في ارسال قوات قتالية الى افغانستان او تغيير مهمة اعادة البناء وحماية المؤسسات الحكومية في كابول التي تتولاها عناصرها، فيما استهجن مطالبة السفير الأميركي لدى انقرة روس ولسون بتغيير تركيا مهمتها. جاء ذلك غداة اعلان الخارجية التركية في بيان أن العمليات العسكرية وحدها لا تكفي لتأمين الاستقرار في افغانستان و «لا بد من التركيز على الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتكثيف العمل على اعادة الإعمار، وهو ما تفعله القوات التركية» التي تهتم ببناء مدارس ومستشفيات ومرافق عامة وحمايتها من اي هجمات. على صعيد الردود على التعزيزات الأميركية، ابدت الصين حذرها من القرار، داعية الى ارساء السلام والاستقرار في هذا البلد واحترام سيادته ووحدته. وأكدت انها ستواصل «المشاورات والتنسيق مع الولاياتالمتحدة حول جنوب آسيا والمنطقة». ورأى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان قرار اميركا ارسال تعزيزات «لن يحل الأزمة في افغانستان. والحل الوحيد الحقيقي هو السماح للأفغان بتقرير مصيرهم». وباشر وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي اجتماعاً في بروكسيل امس، وسط ضغوط تمارسها واشنطن على حلفائها لزيادة مساهماتهم العسكرية والمالية. وكان اندرس فو راسموسن، الأمين العام للحلف، قال بعد اعلان الرئيس الأميركي خطته إن المشاركة غير الأميركية في المهمة التي يقودها الحلف في افغانستان ستصل الى خمسة آلاف جندي إضافي على الأقل وربما بضعة آلاف أخرى، ما يقل عن زيادة حجمها عشرة آلاف جندي ومدرب سعى مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للحصول عليها. وأعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف استعداد بلاده لدعم استراتيجية واشنطنالجديدة في افغانستان عبر تأمين عبور قوات ومشاريع اقتصادية، وتدريب عناصر أمن أفغانية.