تنظم تونس غداً الأحد مسيرة دولية لمناهضة الارهاب قرب مبنى البرلمان الذي يضم متحف باردو في العاصمة، فيما تتواصل حملات اعتقال شبان محسوبين على التيار السلفي الجهادي. وأعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي أن عدداً من رؤساء الدول أكدوا مشاركتهم في مسيرة الأحد وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس البولندي تومازيف سيمونياك والرئيس الفلسطيني محمد عباس ورئيس الغابون عمر بونغو ورئيس الحكومة الايطالية ماتيو رنزي ونظيره الجزائري عبدالمالك سلال ووزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير. كما ستشارك المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو ورئيس مجلس النواب الفرنسي ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان ووفود برلمانية. ودعت جهات حكومية وفعاليات أهلية للمشاركة بقوة في مسيرة مناهضة الارهاب، حيث طلبت وزارة الشؤون الدينية من أئمة المساجد والوعاظ «حض المواطنين في خطبهم ودروسهم على المشاركة بكثافة في المسيرة الدولية ضد الارهاب». وأعلنت حركة «النهضة» الاسلامية (أحد أركان الائتلاف الحكومي) مشاركتها في المسيرة «تعبيراً عن وحدة التونسيين في مواجهة الخطر الارهابي»، داعيةً أنصارها إلى المشاركة القوية في التحرك. وانقسم الشارع التونسي بين مؤيد للمسيرة وبين رافض لها بخاصة من القوى العلمانية، التي لا تريد المشاركة بسبب مشاركة «النهضة». وتتهم اوساط علمانية الحركة ب»التواطئ مع الارهاب وفسح المجال أمام نشاط الاحزاب والتيارات المتشددة اثناء فترة حكمها». في غضون ذلك، واصلت السلطات الأمنية التونسية حملة الاعتقالات في صفوف المحسوبين على التيار السلفي الجهادي في عدد من المحافظات. وتتهمهم السلطات بالانتماء لخلايا ارهابية أو بالمشاركة في الهجوم على متحف باردو الذي أسفر عن مقتل 20 سائحاً وعنصر أمن تونسي الأسبوع الماضي. ونشرت وزارة الداخلية التونسية أمس، بياناً دعت فيه الأهالي للإبلاغ عن «العنصر الارهابي الخطير المُكنى أبو سفيان الصوفي»، وهو جزائري الجنسية مطلوب لدى السلطات التونسية لتهم تتعلق ب»التخطيط لعمليات تخريبية» في البلاد. وكانت وزارة الداخلية أعلنت سابقا أن عدداً من العناصر التي نفذت عمليات مسلحة في تونس يحملون جنسيات جزائرية وموريتانية ومغربية. وتتهم السلطات التونسية «كتيبة عقبة بن نافع» الموالية ل»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» بالوقوف خلف الهجوم على باردو وأغلب العمليات المسلحة التي أسفرت عن مقتل عشرات الأمنيين والعسكريين منذ أكثر من سنتين.