قُتل جندي تونسي وأُصيب اثنان آخران ليل الأحد-الاثنين، بانفجار لغم أرضي في محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر شمال غربي البلاد، فيما أعلنت الحكومة التونسية إقالة عدد من القيادات الأمنية على خلفية الهجوم المسلح على متحف باردو والذي أودى بحياة 20 سائحاً وعنصراً أمنياً تونسياً على الأقل. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية أبو الحسن الوسلاتي إن «لغماً أرضياً انفجر أثناء مرور عربة عسكرية قرب المرتفعات الغربية في الكاف»، مؤكداً مقتل عسكري وإصابة اثنين نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأتى الحادث في ظل حالة من صدمة والغضب في الشارع التونسي إثر الهجوم المسلح الذي استهدف متحف «باردو» في العاصمة. في سياق متصل، قررت الحكومة التونسية أمس، إقالة مسؤولين أمنيين بعد أن «لاحظت ثغرات» في عملية حماية وتأمين متحف باردو الذي يقع في محيط مبنى المجلس النيابي التونسي. واتخذ رئيس الحكومة الحبيب الصيد قرار عزل قيادات أمنية بعد زيارة قام بها إلى المتحف «حيث عاين نقائص وثغرات عدة حالت دون نجاعة المنظومة الأمنية، ما دفعه إلى إقالة المسؤولين وتسمية آخرين بدلهم» وفق ما أكده المستشار لدى رئيس الحكومة مفدي المسدي في مؤتمر صحافي. وشمل قرار الإقالة مدير إقليم الأمن في العاصمة ومدير إدارة وحدات الطريق العام بالإضافة إلى مدير الأمن السياحي ورئيس منطقة «باردو» ومسؤولين آخرين في الشرطة والاستعلامات (فرقة الإرشاد). كما قرر الصيد منع سكان منطقة باردو من دخول المسجد الذي يقع قبالة المتحف (في محيط البرلمان) واقتصاره على النواب والعاملين في البرلمان، إضافةً إلى زوار وموظفي المتحف باردو. ويقع المسجد المذكور في ساحة مقابلة للمتحف ومبنى البرلمان. إلى ذلك، تابعت السلطات التونسية حملة أمنية واسعة النطاق ضد محسوبين على التيار السلفي الجهادي، حيث اعتقلت عشرات «العناصر التكفيرية» في مختلف المحافظات منذ الهجوم الأربعاء الماضي. وتمكنت وحدات الأمن في محافظة قفصة (غرب) من كشف 3 خلايا «إرهابية» اتهمتها بالارتباط بمجموعات مسلحة هاجمت وحدات أمنية وعسكرية. وأشارت اعترافات الموقوفين إلى أن الخلايا تدربت على صنع القنابل اليدوية وتطويرها لاستخدامها في هجمات مسلحة تستهدف منشآت أمنية وعسكرية، إضافةً إلى تمويل تحركات المجموعات المسلحة الإرهابية في المرتفعات الغربية واستقطاب شبان وإرسالهم للتدرب في معسكرات الجماعات المتطرفة في ليبيا. من جهة أخرى، رأى رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي بأن هناك «محاولات لنقل الفشل في عدد من دول الربيع العربي إلى تونس من قبل جهات لا تريد النجاح للتجربة الديموقراطية التونسية»، مشدداً على أن تلك المساعي لن تنجح في تونس التي اتحدت كل قواها ضد الارهاب. واعتبر الغنوشي، في حوار اذاعي أمس، أن «الارهاب هو صنيعة الدول ويتغذى من عوامل عدة غير متوافرة في تونس وبالتالي فإنه لن يستطيع تحقيق أهدافه ولن يجد ارضية مناسبة لذلك في بلادنا»، مشيراً إلى ان التونسيين توافقوا على نموذج الدولة والمجتمع في دستورهم الجديد.