شنّت قوات الأمن التونسية أمس، حملة اعتقالات واسعة ضد مشتبه بضلوعهم بالإرهاب في محافظات عدة، وذلك في اليوم الثالث للحداد الوطني على أرواح ضحايا الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل 15 عسكرياً في جبل الشعانبي، فيما تظاهر آلاف التونسيين لليوم الثالث على التوالي تنديداً بالإرهاب ودعماً لجهود الوحدات الأمنية والعسكرية للقضاء عليه. وكانت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «كتيبة عقبة بن نافع» مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هاجمت مساء الأربعاء الماضي، نقطتين عسكريتين في جبل الشعانبي (غرب البلاد) وقتلت 15 عسكرياً وجرحت أكثر من 20 آخرين، ما أثار غضباً شديداً لدى الرأي العام. وتمكنت فرقة «مقاومة الارهاب» من اعتقال المدعو مكرم المولهي في منزل عائلته في مدينة تاجروين في محافظة الكاف شمال غربي البلاد. وضبطت قطعة سلاح حربي بحوزته. وترجح الجهات الأمنية أن هذا العنصر نزل من الجبل الذي كان يتحصن فيه مع مسلحين آخرين لزيارة عائلته. وتصنف الوحدات الأمنية مكرم المولهي ضمن «العناصر الإرهابية القيادية الخطيرة» حيث يتولى قيادة إحدى الخلايا المسلحة في جبال ورغة في محافظة الكاف على الحدود التونسية – الجزائرية. وشارك المولهي في العمليات التي استهدفت عناصر الجيش والحرس الوطني (الدرك) التونسي. كما اعتقلت وحدات الأمن والدرك عشرات المشتبه بهم من المحسوبين على التيار السلفي الجهادي. واحتفظت ب 7 عناصر في محافظة الكاف من أصل 18 اعتقلتهم فجراً، وأطلقت 11 منهم فيما بعد. ودهمت قوات مختصة بمكافحة الارهاب منزلاً في مدينة القصرين (غرب البلاد) إثر تلقيها معلومات عن وجود خلية تتواصل مع المجموعات المسلحة في جبل الشعانبي. واقتُحم المنزل المشبوه بإسناد طائرتين عموديتين وقُبِض على 17 عنصراً مشتبهاً بهم، إضافةً الى حجز معدات وثياباً عسكرية بحوزتهم. وشهدت مدينة القصرين طيلة يوم أمس، استنفاراً أمنياً، عقب ورود معلومات تفيد بوجود أحد المسلحين التابعين للخلايا المسلحة فيها. وطوقت الوحدات الأمنية عدداً من المباني المُشتبه باختبائه فيها وأغلقت الطرق المؤدية الى المدينة. في سياق متصل، اتفقت القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني مساء أول من أمس، على تنظيم مؤتمر وطني لمناهضة الارهاب الأسبوع المقبل. وقال الامين العام للاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي إن «المؤتمر المرتقب سيبحث في سبل صياغة الاستراتيجية الوطنية الأنسب التي يجب اتباعها لمناهضة الإرهاب حتى يكون تدخل قوات الأمن والجيش ناجعاً».