أعادت الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الخليجية منذ ليل الأربعاء- الخميس، في سياق عملية «عاصفة الحزم» ضد جماعة الحوثيين في اليمن، الثقة إلى القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن ومحافظة لحج التي سيطرت عليها الجماعة، إذ شن الموالون للرئيس أمس هجوماً مضاداً وخاضوا حرب شوارع في عدن، فيما تظاهر الآلاف في مدينة تعز (جنوب غرب) تأييداً للتدخُّل الخليجي. وأدت الغارات التي تواصلت نهار أمس في شكل متقطّع إلى تدمير القدرات العسكرية في قاعدتي الديلمي والعند في صنعاء ولحج، ومواقع الدفاع الجوي في العاصمة وصعدة وحجة، وطاولت أيضاً معسكرات قوات الاحتياط جنوبصنعاء ومعسكر القوات الخاصة غرب العاصمة. ومع استمرار تضارب المعلومات حول المكان الذي انتقل إليه هادي، علمت «الحياة» من مصادر أمنية أنه غادر أمس إلى مدينة المكلا في حضرموت (شرق)، ويُتوقَّع أن يغادرها للمشاركة في القمة العربية في شرم الشيخ غداً. وروى شهود ل «الحياة»، أن القوات الموالية لهادي في صفوف الجيش ومن «اللجان الشعبية» شنّت هجوماً مضاداً ضد القوات الموالية للحوثيين التي دخلت مديريات عدن وانتشرت في شوارعها، في ظل معارك كر وفر. وأضافوا أن المواجهات شملت مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، وامتدت إلى محيط جبل حديد حيث مخازن أسلحة. وشنّ مسلّحو «اللجان» هجمات على القوات الموالية للحوثيين في محافظة لحج ومحيط قاعدة العند الجوية، التي تعرّضت لقصف من الطيران الخليجي المشارك في عملية «عاصفة الحزم». وقالت مصادر في عدن إن «وحدات من القوات الخاصة وكتيبة دبابات وناقلات جند ومركبات بمضادات للطيران، تحرّكت إلى مديرية الشيخ عثمان في عدن عبر المنصورة، وانتشرت في جولة كالتكس وعدد من النقاط والشوارع داخل المدينة». واستيقظ سكان صنعاء وعدد من مناطق اليمن على دوي الغارات الجوية المباغتة فجر الخميس، وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن «الغارات طاولت مطار صنعاء الذي يضمّ قاعدة الديلمي الجوية وغرفة العمليات المشتركة للقوات الجوية، وأدت إلى تدمير المدرج الحربي وعدد من طائرات «ميغ 29». كما دُمِّرَت غرفة العمليات الجوية وأصيب اللواء الثاني في الدفاع الجوي بأضرار كبيرة». وشمل القصف معسكراً لقوات الاحتياط جنوبصنعاء وآخر للقوات الخاصة وألوية الصواريخ في غربها، وهي ألوية موالية للرئيس السابق علي صالح. كما أفادت المصادر أن الغارات استهدفت قاعدة العند في محافظة لحج (جنوب) والقاعدة الجوية في تعز. كما طاولت مواقع للدفاع الجوي ومواقع عسكرية ومخازن ذخائر في صنعاء ومحافظة صعدة، حيث معقل جماعة الحوثيين، وامتدت إلى محافظة حجة المجاورة. وذكرت مصادر محلية ل «الحياة» أن القصف شمل مديريات كتاف ومران والظاهر ورازح (الملاحيظ)، في ظل نزوح لسكان القرى اليمنية المتاخمة للحدود مع السعودية، باتجاه منطقة حرض غرباً. وأكدت المصادر أن غارات ضربت مناطق جبلية في مديرية وشحة في محافظة حجة، كما استهدفت مقر المنطقة العسكرية الخامسة، في حين نفى مصدر عسكري أن يكون القصر الرئاسي في صنعاء تعرّض للقصف. وأفاد مصدر في وزارة الصحة في صنعاء بأن 25 شخصاً قُتِلوا في المدينة. وخرج آلاف من المتظاهرين وسط صنعاء عصر أمس للاحتجاج على الغارات بناء على طلب اللجنة العليا للحوثيين، وأعلنت السلطات المحلية إغلاق المدارس وجامعة صنعاء، وشوهدت طوابير من السيارات أمام محطات الوقود. وفي حين توقف بث القنوات الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة، تظاهر آلاف من المواطنين في مدينة تعز، عاصمة كبرى المحافظات اليمنية سكاناً، تأييداً لعملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين، ورفع المشاركون في المسيرة صوراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وهدد قادة في جماعة الحوثيين بالرد على الغارات، فيما طالب حزب «المؤتمر الشعبي» (بزعامة علي صالح) في بيان رسمي بوقف العمليات الجوية، مؤكداً أنه ليس طرفاً في القتال، وحض الحوثيين على وقفه في عدن والعودة إلى الحوار تحت مظلة «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وأكد الحزب في بيان أصدرته لجنته العامة، رفضه الغارات الجوية، التي انتقدها بشدة، مشيراً إلى أن ما يحصل في اليمن «هو شأن داخلي ونتيجة لصراع على السلطة بين بعض الأطراف، ولا علاقة للمؤتمر الشعبي العام به من قريب أو بعيد». في غضون ذلك أكدت مصادر أمنية وعسكرية ل «الحياة»، أن موكب هادي وصل أمس إلى منفذ شحن البري في محافظة المهرة على الحدود العُمانية آتياً من المكلا. وأضافت المصادر أن هادي كان يرافقه نجله جلال وشقيقه ناصر منصور ورئيس جهاز الأمن القومي على حسن الأحمدي. وأعلنت السفارة الروسية في اليمن أنها لا تخطط الآن لإجلاء ديبلوماسيين ومواطنين روس، «بسبب عدم كثرة الطلبات في هذا الشأن من قبل المواطنين الروس المقيمين في اليمن». وتجددت أمس مواجهات مسلّحة بين الحوثيين ورجال القبائل في محافظة البيضاء في مديرية نعمان، وأفادت المصادر بأن مسلحي الجماعة انسحبوا من منطقة قانية المحاذية لمحافظة مأرب واتجهوا نحو شبوة عبر مديرية نعمان، لكن مسلحين قبليين اشتبكوا معهم ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.