قادت المملكة العربية السعودية ليل الأربعاء – الخميس تحالفاً يضم اكثر من 10 دول في اطار عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، دعاها الى التدخل لحماية اليمن وشعبه من الميليشيات الحوثية. وأعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير مساء أمس أن "طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة"، مشيراً إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي العربية بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، إلا أن الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة". الموقف الخليجي وصدر بيان عن دول مجلس التعاون الخليجي (باستثناء عمان) اكد استجابة طلب الرئيس اليمني بردع عدوان "الحوثيين" وتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش) على البلاد. وتناول البيان بالتفصيل الأزمة اليمنية وانقلاب "الحوثيين" على الشرعية، وقال ان "الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن أصبح يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي"، مشيراً إلى أن "دول الخليج بذلت الجهود كافة للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته استرجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وأكد البيان أن "جهود دول الخليج السلمية ومساعينا المتواصلة كافة واجهت الرفض المطلق من قبل الانقلابيين الحوثيين الذين يواصلون أعمالهم العدوانية لإخضاع بقية المناطق، وخصوصاً في الجنوب، إلى سيطرتهم، ما جعل الجمهورية اليمنية تمر في أحلك الظروف العصيبة في تاريخها، لذلك قررت دولنا استجابة طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقي". الدعم العربي وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم، أن مصر "تدعم سياسياً وعسكرياً خطوة الائتلاف الداعم للحكومة الشرعية فى اليمن، انطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي". وأوضحت أن "التنسيق جار حالياً مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج في شأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وبرية إذا لزم الأمر". من جهتها، ذكرت "وكالةالأنباء الأردنية" (بترا) أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بحث هاتفيا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، علاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة. وأكد مصدر رسمي أردني مشاركة بلاده مع دول عربية عدة، في عملية "عاصفة الحزم"، مشيراً إلى أن "هذه المشاركة تأتي متسقة مع دعم أمن واستقرار اليمن وتجسيداً للعلاقات التاريخية بين الأردن ودول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية التي نعتبر أمنها واستقراراها مصلحة استراتيجية عليا". وأكد المصدر أن الأردن يدعم الشرعية في اليمن والعملية السياسية التي تجمع أطراف المعادلة اليمنية كافة. بدورها، أكدت المملكة المغربية تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية للحفاظ على الشرعية في اليمن. ونقلت "وكالة المغرب العربي للأنباء" الرسمية عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قولها في بيان أن "المملكة المغربية تابعت عن كثب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي شهدها اليمن والمتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية"، مشيرة إلى أنه "أمام هذه السلوكات وما تحمله من مخاطر على نطاق واسع فإن المملكة المغربية تعلن تضامنها الكامل مع السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن والدفاع عن السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس - من قريب أو من بعيد - الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها". وفي اسلام اباد، قالت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم إن باكستان تبحث طلبا سعوديا بإرسال قوات إلى اليمن. وردا على سؤال عما إذا كانت باكستان سترسل قوات، قالت الناطقة باسم الوزارة تسنيم أسلم "اتصلت بنا السعودية... الأمر قيد البحث." ووصف رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري قرار خادم الحرمين بالتدخل في اليمن عسكرياً بأنه "حكيم وشجاع"، مشيراً إلى أن "التدخل الإيراني في اليمن يقتضي رد فعل عربي". وأكد في تغريدة في حسابه على موقع "تويتر" أن "الشعب اليمني سيكون مع التدخل العسكري العربي ضد الحوثيين". واشنطن تشارك لوجستياً واستخباراتياً وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت ليل امس انها "تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في اطار عملية "عاصفة الحزم". وقالت الناطقة باسم "مجلس الامن القومي" الأميركي برناديت ميهان ان "الرئيس باراك اوباما وافق على تقديم مساعدة لوجستية واستخباراتية في العمليات العسكرية التي تشنها دول مجلس التعاون الخليجي" في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أشرف على الضربة الجوية الأولى ضد معاقل "الحوثيين"، والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية، من دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية. وقالت قناة "العربية" الفضائية أن القيادة العسكرية لعملية "عاصفة الحزم" حذرت من الإقتراب من موانئ اليمن، مشيرة إلى أن القوات السعودية دمرت معظم الدفاعات الجوية الحوثية، كما حذرت القوات العسكرية المتعاونة مع "الحوثيين" والتي يقودها احد صالح، نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من مهاجمة عدن. واسترجعت القوات الموالية للرئيس هادي السيطرة على مطار عدن بعد فرار المقاتلين "الحوثيين" منه إثر بدء الغارات السعودية. هادي في وضع معنوي جيد وقال مدير مكتب الرئيس اليمني محمد مارم، إن الرئيس عبدربه منصور هادي لا يزال في قاعدته في عدن، مشيراً إلى أن في حال معنوية عالية بعدما بدأت السعودية ودول أخرى الهجوم على جماعة الحوثي. وأضاف في تصريحات اوردتها قناة "العربية الحدث" أن العملية استعادت تصميم الشعب لقتال جماعة "الحوثيين"، موجهاً الشكر إلى دول الخليج ومصر والأردن والسودان وكل دول المنطقة، لافتاً إلى أن العملية موجهة في الأساس ضد الدفاعات الجوية للحوثيين في شمال اليمن.