أوضح الأديب عبد المقصود خوجة أن شعر بديعة كشغري يشكل نسيجاً فريداً من الحزن والحب والأمل والألم، «عبر شعر التفعيلة والنثر الحر الذي حمّلته بوحها الخاص، ومناجاتها المبدعة». وعدّد خوجة في كلمة له، خلال احتفاء الإثنينية بها، ألقاها نيابة عنه المهندس محمد سعيد عبدالمقصود خوجة، إسهامات بديعة كشغري الثقافية عبر منتداها الأدبي الذي أسسته بكندا، ومشاركاتها المختلفة في الحياة الثقافية بالمملكة في جدة والطائف والرياض، وكتاباتها الصحافية في مجلة القافلة والصحف العربية والسعودية، معتبراً أن ترجمة أعمالها الإبداعية فتحت الباب أمام الأدب الأنثوي ليتجاوز حواجز المجتمع ويعكس وجه الثقافة السعودية المشرقة على نطاق عالمي. وفي الحفلة أشار الدكتور صالح الثبيتي إلى النواحي البيانية والجمالية التي يطرحها شعر المحتفى بها، مبرزاً عمق نصوصها من ناحية المعنى الإنشائي والبناء اللغوي، وأصالة أفكارها حين تناولت الوطن والحب والعشق ومناجاة الأنثى، مشيداً بتجربتها الأدبية في إنشاء صالون أدبي بالمهجر عكست من خلاله تميز وإبداع المرأة السعودية. وفي مداخلتها الأدبية شددت الشاعرة ذكرى الحاج حسين على امتياز الضيفة، وتمكنها في طرح رؤى الأنثى عبر بوابة الشعر، وتوليد المعاني الجديدة، مستعرضة أثر الهجرة في تعميق تجربتها وتأصيل عاطفتها. من جانبها ألقت الدكتورة ابتسام بوقري الضوء على اهتمام بديعة بأدب الطفل وقضايا الطفولة ورفض العنف الاجتماعي، معتبرة أنها لعبت دوراً كبيراً في التنبيه إلى ظاهرة العنف الأسري من خلال تخصيصها عدداً من قصائدها للطفولة، معتبرة الضيفة الكريمة ناطقة باسم الأطفال الذين يعانون ويلات الحروب في فلسطين والعراق وسورية، ما يعكس رقة مشاعرها وإنسانيتها الدفاقة. وقدم المخرج عادل زكي قراءات شعرية من دواوين كشغري، عكس عبرها تنوع اهتماماتها وعمق عباراتها، التي عبرت عن المرأة والطفل والوطن والشوق والأمل والألم، في مزاوجة فريدة بين اللفظ والمعنى، ومقاربة صادقة بين المنطوق والمحسوس. في حين عبرت الشاعرة بديعة كشغري عن امتنانها لمؤسس الإثنينية، قبل أن تستعرض مراحل من حياتها ونشأتها، متطرقة إلى تأثير البيئة في تكوينها الأدبي وشحذ إبداعها الشعري. وتوقفت عند مرحلة التعليم الأولي بالطائف، حين بزغت بوادر الشعر لديها، ثم انتقالها إلى المرحلة الجامعية التي فتحت أمامها بوابة العبور إلى الأدب العالمي والشعر الإنكليزي، ثم مرحلة العمل بشركة «أرامكو» التي أسهمت في تعميق الانفتاح الحضاري لديها وأسست لإسهامها في النشر والتأليف، مروراً بهجرتها إلى كندا وتحديات الغربة عن الوطن، وما أضافته إليها التجربة من انفتاح على الآخر، واستيعاب التعدد والاختلاف الثقافي والاجتماعي، لتعرج إلى مرحلة العودة إلى الجذور ومفارقات الحياة بالوطن بعد انقطاع، مبرزة دور الشعر في التعبير عن مشاعرها وحمل هواجسها وطرح تساؤلاتها. وحفلت الأمسية بمداخلات الحضور الذين أثروا النقاش عن الأدب والشعر السعودي، وإسهام المرأة السعودية في الحياة الثقافية.