أفرجت السلطات السورية عن عشرات المعتقلين ذلك بعد يومين من لقاء الرئيس بشار الأسد مبعوثاً روسياً تمهيداً لعقد الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» بين 6 و9 الشهر المقبل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «سلطات النظام السوري افرجت عن 350 معتقلاً على الأقل من محافظات عدة، ولم يعلم ما إذا كان من بين المفرج عنهم أي ناشط أو معارض سياسي للنظام». وكتب المحامي ميشال شماس، الذي يدافع عن قضايا حقوق الانسان في البلاد، على صفحته في «فايسبوك» امس انه «تم الافراج عن 700 معتقل من مختلف الفروع الامنية من بينهم أربعمئة معتقل من امام محافظة ريف دمشق. والباقي افرج عنهم من الفروع الامنية مباشرة»، لافتاً الى ان المحامي خليل معتوق والناشط مازن درويش لم يكونا ضمن المفرج عنهم. ويتحدث معارضون عن آلاف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، إضافة الى 220 ألفاً قتلوا في الصراع المستمر من أربع سنوات. من جهته، أفاد «تيار بناء الدولة» في بيان ان محكمة الجنايات الثانية في دمشق «أحالت النطق بالحكم في موضوع الدعوى المقامة ضد رئيس «تيار بناء الدولة السورية» لؤي حسين، بتهمة «نشر أخبار كاذبة توهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي» إلى 29 نيسان (أبريل) المقبل، مع الاستمرار بمنعه من مغادرة البلاد». وأشار الى انه «لم يتم إحضار مازن درويش إلى جلسة النطق في الحكم في جلسة محاكمته التي كانت مقررة اليوم في محكمة الإرهاب بتهمة الترويج لأعمال إرهابية، وهذا يعني أنه سيتم تأجيل الجلسة للمرة الثامنة». وكانت مصادر معارضة قريبة من موسكو، أشارت الى ان النظام افرج عن المعتقلين بناء على طلب روسيا. وأشارت الى ان الطلب الروسي حصل في لقاء الأسد المبعوث الخاص الروسي عظمة الله كولمحمدوف قبل أيام. وأشارت (وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) انه جرى في اللقاء «استعراض الجهود المبذولة من قبل روسيا الاتحادية لعقد الجولة الثانية من الحوار السوري - السوري في موسكو حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين موسكوودمشق بغية إنجاح هذه الجهود»، اذ اكد الاسد على ان «الخطوة الأهم في تحقيق ذلك هي الاتفاق على جدول أعمال يحدد منهجية العمل وأسس الحوار والآليات الكفيلة بتحقيق أهدافه» اضافة الى التأكيد على «نجاح أي عملية سياسية يقترن مع العمل على المستوى الدولي للضغط على الدول الرافضة للحل والداعمة للتنظيمات الإرهابية بغية تغيير موقفها ووقف كل أشكال دعمها للإرهابيين». وكانت موسكو لبت بعض مطالب المعارضة للمشاركة في المنتدى، ودعت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بصفته التنظيمية، اضافة الى استبعادها بعض المحسوبين على النظام. وأعلنت رئيس «حزب سورية الوطن» مجد نيازي امس انه «مع كل التقدير لجهود الحكومة الروسية في دعم الحل السياسي في سورية، ومحاولتها العمل على إيجاد أرضية مناسبة لحوار بين القوى السورية المختلفة، وبينها وبين الحكومة السورية، يعلن حزب سورية الوطن عدم مشاركته في اجتماع موسكو 2، سواء وجهت إليه الدعوة أم لم توجه». وكانت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» برئاسة حسن عبدالعظيم طلبت من موسكو اعتبار بعض المدعوين على انهم معارضون، ضمن وفد النظام في الجلسة الأولى ل «منتدى موسكو» نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي.