- 1 - أَخذت الغيمة مكانها: تمزقت، وتبخّرت. رُبما لهذا، ينبغي أن نتدبَّر طريقةً لترجمة الصَّدى، قبل ترجمةِ الصَّوت. - 2 - رجوتُ صدري، فيما استيقظ من نومي: خذ شمس هذا الصباح من بين يدَيّ، لكن، لا تسأَلها عن ليلي، من أي تنورٍ تطلعُ هذه الشمس؟ لقدميها رائحةُ بستانٍ، ولوجهها شكلُ رغيفٍ محروق. ولئن كان للشمس معنى، فهو لا يتَّضح ولا يكتمل إلاّ بالثلجْ. من أي تنّورٍ، إذاً، تجيء شمس هذا الصّباح؟ - 3 - أيّامٌ - خيوطٌ في إبرة الرّيح. - 4 - نافذةٌ تكاد أن تلتهمها شهوة الرحيل، وها هو قلبُ الفضاءِ يخفق بين جناحي عُصفور. - 5 - ماذا أقولٌُ لبراعم هذه الوردة؟ تريد أن تتحوّلَ الى أثداء؟ ماذا أقولُ لنسور هذا الحاضر؟ تصرُّ على أن تغرسَ براثنها عميقاً عميقاً في جسم التّاريخ. كيف أحيّي تلك الياسمينة؟ ذهبت عينا الشاعر وراءها، ولم تَعُودا بَعد. - 6 - هذه هي الليلةُ الثلاثون من تشرين الثاني 2009، يظن قمرُها أن الفضاءَ بُحيرةٌ ساهرة؟ نمتُ، وهو لا يزال ساهراً يسبحُ بين أحضانها. مرّت قربه سفينة أحلامي ولوّحت، ولم يلتفِت. - 7 - تنتحب الرّيح دائماً، وهذه ليست المسألة، المسألةُ هي أنّ الأشياءَ كلَّها تشاركها النَحيب. - 8 - لماذا لا تَطير أجنحةُ حبّي إلاًّ مثقلةً بهمومي؟ - 9 - دَعوتُ النَّمل لكي يأكلَ معي، فحيّاني الخبز. وحاولت أن أحاورَ الجحيم فغضبت عليَّ الجنّة. هل أشياء الأرضِ، إذاً، أوسع صدراً من أشياء السّماء؟ - 10 - الأشياءُ كلّها ترضع ثَديي أمّنا الأرض، ولا فِطام: ما أجملَ هذا الوفاءَ وما أعمقه. - 11 - لا يتوقّف الأفق عن الكتابة إليّ: من أين له هذه القُدرة؟ - 12 - إنه المطر: تفكّ الأعشابُ ضفائرَها لكي تتمرأى في ماء الغَيم. - 13- الماءُ بحرُ غيره، لكن، أهو صحراءُ نفسه؟ - 14 - يؤكّد لي الرّمادُ كلما لمستُه، أو نظرتُ اليه، أنّ أمَّه النّارَ تخونه دائماً: أيتها الصّورةُ الطّالعة من شبكةِ الأسئلة، ألن تقشري أخيراً بصلَة المعنى؟ - 15 - مهما أعجم الزَّمنُ، فهو فصيحُنا الأوّل. - 16 - أيّامي أفعالٌ تُصرّفها المُصادفات. - 17 - لا تجيء النَّبوءة إلا محمولةً على الأجنحة: بماذا سينبئني إذاً، هذا الملاكُ الذي يهبط عليَّ ناسياً جناحيه؟ وماذا سيقول عن هذه الحديقةِ وعن رأسها الذي يدورُ حول عُنق الريح؟ - 18 - ربما، ينبغي عليك، قبل أن تخلقَ الشّيء، أن تخلقَ صِفاته. - 19 - كيف أُحيي هذا الشاعر، وكيف أطمئنه؟ لم يحظَ بحياته حقّاً إلاّ وهي على وشكِ أن تضيع. ولم يكن بقي من جسدهِ غيرُ التوهّم. - 20 - كلاّ، لن يقدرَ أن يترجم الرّيح، فلماذا لا يكتفي بترجمة الغُبار؟ - 21 - الشّاعرُ أبٌ وابنٌ لقصيدته، لكن، إن قالَ للفضاء عضلٌ، فلن يُصغي اليه الغَيم. - 22 - للجمع كتِفٌ واحدة، وللمفرد كَتِفان. - 23 - كيف تبدأ، أو كيف تُسمّي نفسك بادئاً، وأنتَ لا تعرف ما يجهله الآخرون؟ - 24 - أتسلّح بالجوع فيقتلني الخبز، هكذا، لا أخاف من معنى الخوف، وإنما أخاف من صورته. - 25 - طويلاً، سافرتَ، أيّها الشاعر في شمس المجهول. قل لي: أكان هناك من ينتظركَ، غيرُ ظِلّك؟ ولماذا، إذاً، تشكو من المنفى كما لو أنّ هناكَ مكاناً آخر؟