يتوقع أن تنجز الحكومة اللبنانية في جلسة تعقدها قبل ظهر اليوم إقرار بيانها الوزاري بصيغته النهائية، تمهيداً لتسليم نسخة منه الى مجلس النواب كي يحدد رئيسه نبيه بري موعداً لجلسة مناقشته والتصويت على الثقة بالحكومة على أن يعطى النواب مهلة 48 ساعة لدرسه ووضع ملاحظاتهم التي سيدلون بها أثناء الجلسة التي يمكن أن تعقد السبت، إلا إذا ارتؤي عقدها الاثنين المقبل نظراً الى انشغال النواب عادة يوم السبت في مناطقهم لمتابعة شؤونها. ورجحت مصادر وزارية موالية ومعارضة أن يتم الانتهاء من إقرار نص البيان الوزاري بكامله، بعد إعادة قراءته وفق النص الذي أقرته اللجنة الوزارية على أن يجدد وزيرا العمل بطرس حرب والشؤون الاجتماعية سليم الصايغ (حزب الكتائب) تحفظهما عن صيغة البند السادس من البيان، المتعلق بالمقاومة. إلا أن مصادر الوزيرين أكدت أن اعتراضهما على هذا البند سيتم في معرض تأييدهما البيان الوزاري والتزامهما التضامن الوزاري والأجواء التوافقية التي تغلب على انطلاقة العمل الحكومي. ويُعقد مجلس الوزراء في جلسته اليوم في ضوء ردود فعل من أفرقاء في الموالاة والمعارضة على الوثيقة السياسية ل «حزب الله» التي أذاعها أمينه العام السيد حسن نصرالله أول من أمس، تناول فيها بعض رموز الأكثرية تأكيد الحزب صيغة المزاوجة بين المقاومة والجيش، منتقدين هذا الطرح، إذ اعتبره بعضهم استباقاً لقرارات مؤتمر الحوار الوطني، بينما رأى فيه بعض آخر تكريساً لازدواجية سلاح الحزب والدولة اللبنانية، وفنَّدوا بعض بنود الوثيقة ومنها دعوة «حزب الله» الى اعتماد الديموقراطية التوافقية في انتظار إلغاء الطائفية السياسية، فضلاً عن رؤية الحزب للوضعين العالمي والإقليمي... وفي المقابل شدّد نواب معارضون على أهمية دعوة الوثيقة الى الحوار وعن إيجابيات ما تضمنته قياساً الى مرحلة انطلاقة الحزب قبل 24 عاماً. ودخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان مجدداً على خط السجال حول مقاربة موضوع إلغاء الطائفية في الإصلاحات السياسية فأعلن أمس أن إلغاءها يفترض الحفاظ على التنوع والمناصفة (بين المسيحيين والمسلمين). كما علّق البطريرك الماروني نصرالله صفير على طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية، رداً على سؤال في مطار بيروت فور عودته مساء من روما حيث التقى البابا بندكتوس السادس عشر، فجدد دعوته إلى «وجوب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص. فإذا كان ذلك زال فمرحباً بالأمر، وإذا كان لا يزال فتحفظنا ما زال قائماً». وقيل له: الرئيس نبيه بري يدعو إلى تشكيل الهيئة، فأجاب: «شكّلت هيئات عدة قبل ذلك ولم يحدث شيء». وتمنى صفير لرئيس الحكومة سعد الحريري «كل التوفيق والنجاح في مهمته الصعبة في الحكومة الجديدة»، موضحاً أنه لم يطلع على مشروع البيان الوزاري بكامله «بل عرفنا من الإذاعات بعض الأشياء». ورفض التعليق على بند المقاومة في البيان. كما لم يعلق على الوثيقة السياسية ل «حزب الله»، قائلاً: «عندما أطلع على هذا الأمر أبدي رأيي فيه». وعن دعوة النائب وليد جنبلاط الى المداورة في الرئاسات، قال صفير: «أنا لم أفهم ذلك، وإذا أنت فهمته (للصحافي) فقل لي». وأضاف: «هذا أمر يعود إلى الشعب اللبناني النظر فيه... عندما يطرح الأمر بصورة جدية نبدي رأينا فيه». وعن تمكن الرئيس سليمان من جمع الأضداد السياسيين في بعبدا بينما لم يتمكن هو من ذلك، قال: «رئيس الجمهورية قادر على ذلك، وأعتقد أن من خير الوطن أن يجمع المتخاصمين في ما بينهم»، معلناً ترحيبه بلقاء جنبلاط مع النائب ميشال عون و «كل مصالحة بين الزعماء اللبنانيين مرحب بها». واعتبر أن إجراء مصالحة بين عون ورئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكذلك بين جعجع ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية «ليس مطلوباً منا حصراً إنما مطلوب من رجال السياسة، وهم يقومون بما عليهم من واجب». وعن زيارة قريبة لعون لبكركي أجاب: «اسألوه». وعن جولة عربية للحريري تشمل سورية، قال صفير: «هو يعرف ماذا يقوم به من واجب، وعلى لبنان أن يكون على حسن علاقة مع كل البلدان وبخاصة مع أقربهم إليه.