من المتوقع أن يكلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريبلين مساء اليوم، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة (الرابعة برئاسته والثالثة على التوالي) بعد أن تلقى توصية بذلك من 67 نائباً (من مجموع 120) يمثلون ستة أحزاب، في وقت طرحت وسائل إعلام عبرية احتمال أن يضطر نتانياهو في نهاية المطاف «تحت الضغط الأميركي» إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية» مع «المعسكر اليهودي» بزعامة إسحاق هرتسوغ. ونفت أوساط في حزبي «ليكود» و «المعسكر الصهيوني» أن تكون اتصالات تمت لفحص احتمالات تشكيل «حكومة وحدة». وقال الوزير يغآل أردان للإذاعة العامة، إنه قبل الحديث عن هذا الاحتمال «ينبغي علينا استنفاد كل الاتصالات مع شركائنا الطبيعيين في اليمين، لأننا التزمنا أمام ناخبينا تشكيل حكومة قومية، وعلى هذا الالتزام حُزْنا ثقتهم، وهذه مسؤولية أخلاقية». لكنه أضاف تهديداً مبطناً للأحزاب الخمسة التي أعلنت موافقتها على دخول حكومة يمينية بقوله إنه ينبغي عليها إدراك أن ليكود هو الذي فاز في الانتخابات «ونتوقع منها أن تكون مطالبها معقولة وألا تضع نتانياهو أمام لامفر والتوجه إلى أحزاب أخرى». وعنى أردان في كلامه زعيم «البيت اليهودي» نفتالي بينيت الذي يطالب بمنصب وزير الخارجية وزعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان الذي يطلب منصب وزير الدفاع. ويطالب نواب «ليكود» زعيم الحزب رئيس الحكومة بإبقاء الحقيبتين بأيدي الحزب. من جهة أخرى، استبعدت القطب في «المعسكر الصهيوني» شيلي يحيموفتش احتمال انضمام حزبها إلى حكومة نتانياهو، واعتبرته «اجتهاداً من وسائل الإعلام»، وأضافت أن الإسرائيليين اختاروا اليمين «وعلينا احترام هذا الاختيار»، مضيفة أن «المعسكر الصهيوني» سيكون على رأس معارضة مكافحة. وقللت من جدية ما نُسب لأوساط في «ليكود» بأنه يمكن إرضاؤها بمنصب وزيرة المال، وذكّرت بأنها سبق أن رفضت هذا الاقتراح قبل عامين حين كانت زعيمة حزب «العمل». واعتبر معلقون سياسيون بارزون تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما أول من أمس، بأنه سينتظر رؤية الحكومة الجديدة ومعرفة خطوطها العريضة «قولاً واضحاً بل رسالة» لنتانياهو تفيد بأن الإدارة الأميركية تفضل حكومة تُبقي على المسار السياسي مع الفلسطينيين. وقال المعلق في الإذاعة العامة تشيكو منشيه، إن واشنطن تحاول الضغط علناً على نتانياهو ليختار حكومة يمكن التعامل معها ومع وزير خارجية مثل إسحاق هرتسوغ، وليس نفتالي بينيت أو أفيغدور ليبرمان. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين أن ستة أحزاب تتمثل في الكنيست الجديد ب67 مقعداً، أوصته تكليف نتانياهو ليشكل الحكومة الجديدة، «وهذه غالبية لا تمنحني حق التفكير في من أختار»، مضيفاً أنه سيدعو نتانياهو اليوم ليكلفه المهمة. ومع كتاب تكليفه يُمنح نتانياهو 28 يوماً يمكن تمديدها ب14 أخرى، علماً بأن مفاوضاته قبل عامين لتشكيل الحكومة المنتهية ولايتها استغرقت 41 يوماً. والأحزاب الستة هي: «ليكود» (30 نائباً)، و «كلنا» بزعامة موشيه كحلون (10)، و «البيت اليهودي» (8)، و «شاس» (7)، و «يهدوت هتوراه» (6) و «إسرائيل بيتنا» (6). في المقابل ستبقى الأحزاب الأربعة الأخرى، «المعسكر الصهيوني» (24) و «القائمة المشتركة» (13)، و «يش عتيد» بزعامة يئير لبيد (11)، و «ميرتس» (6) في المعارضة. وأبلغ ممثلو حزب «يش عتيد» الرئيس ريبلين بأنهم لا يوصون بتكليف أحد، وأنهم ذاهبون إلى مقاعد المعارضة. وكان نواب بارزون في «ليكود» رفضوا اقتراح ريبلين أن تضم الحكومة الجديدة حزب «يش عتيد» واعتبروا الأمر غير واقعي، لأن لبيد لن يقبل بخطوط عريضة تمنح امتيازات للمتدينين المتزمتين، فيما هدد ممثلو «يهدوت هتوراه» المتدينون بعدم المشاركة في الائتلاف في حال انضمام لبيد وحزبه العلماني.