تجددت الغارات الجوية من طائرات حربية «مجهولة» على أحياء في طرابلس أمس، مستهدفة قوات «فجر ليبيا» المناهضة للبرلمان والحكومة والتي تخوض صراعاً مع قوات متحالفة مع عملية «الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وتأتي الغارات للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع حين استهدفت الضربات الجوية الأولى مناطق وادي الربيع (شرق) وقصر بن غشير (جنوب). وأكد ل «الحياة» الناطق باسم «درع الوسطى» المشاركة في قوات «فجر ليبيا»، أن الغارات استهدفت معدات وآليات عسكرية تابعة لها في حي الزهور ورئاسة الأركان العامة ومقر شركة «الواحة للنفط». وأبلغ شهود «الحياة» أن عدداً من الطائرات الحربية حلق في سماء طرابلس آتية من اتجاه البحر، قبل سماعهم دوي انفجارات. وتضاربت الأنباء بشأن تبعية الطائرات المغيرة، فيما سارع حفتر إلى تبني الغارات، على رغم استبعاد خبراء عسكريين في تصريحات ل «الحياة» انطلاق طائرات من مطارات حربية ليبية بعد تدمير مهابطها على أيدي قوات الحلف الأطلسي التي وجهت ضربات مدمرة لكتائب العقيد معمر القذافي عام 2011. القصف الذي تعرضت له مواقع «فجر ليبيا» أتى بعد سيطرتها في معارك الجمعة على حي الزهور المحاذي لحي الأكواخ ومقري وزارة الداخلية والشرطة العسكرية في طريق مطار طرابلس الدولي، ما يشير إلى أن الطائرات المغيرة تسعى بصورة مباشرة الى دعم كتائب «القعقاع» و «الصواعق» و «المدني» التي تضم مقاتلين من الزنتان (غرب). وأفادت مصادر طبية بأن الغارات أدت إلى سقوط حوالى 12 قتيلاً و15 جريحاً. أكدت المؤسسة الوطنية للنفط استهداف كلاً من مكاتب الاستخدام والعيادة وجزء من المخازن بشركة الواحة، وكذلك بعض الأضرار التي لحقت بمحيطها. وعلى رغم الضربات، واصلت قوات «فجر ليبيا» تقدمها في اتجاه السيطرة على انحاء العاصمة طرابلس كافة، إذ حقق مقاتلوها تقدماً في محوري الكريمية والفلاح، وأعلنت مصادرهم أنهم دخلوا إلى معسكر النقلية في طريق المطار. وتحدثت مصادر في غرفة عمليات «فجر ليبيا» عن أسر 15 مقاتلاً في صفوف خصومهم ومصادرة أكثر من 20 آلية عسكرية تابعة لهؤلاء خلال معارك امس. في الوقت ذاته، أكد رمضان زعميط الناطق باسم «المجلس الموقت لقيادة ثوار المنطقة الغربية» المتحالف مع «فجر ليبيا»، أن دورياته انتشرت على امتداد الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة ومعبر رأس جدير الحدودي مع تونس. وأضاف زعميط أن «الوضع الأمني في منطقة جنزور جيد للغاية وتتم عمليات القبض على المسلحين التابعين لما يسمى بجيش القبائل» الموالي للقذافي والمتحالف مع قوات حفتر. وأوضح زعميط أنه «ليس بإمكاننا القول إن الطريق الساحلي آمن بشكل كامل حتى يتم استخدامه من قبل المواطنين بصورة طبيعية»، لافتاً إلى أنهم يقومون بعمليات تمشيط واسعة على طول الطريق الساحلي». على صعيد آخر، وصل إلى القاهرة مساء الجمعة عبد القادر أحمد وزير المواصلات والنقل الليبي، قادماً من مالطا على رأس وفد، في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين المصريين لبحث آخر التطورات في ليبيا وطلب مساعدة مصر في مواجهة «الجماعات الإرهابية»، وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة لوصف مقاتلي «فجر ليبيا». وصرحت مصادر مطلعة بأن الوفد الليبي سيبحث «مساعدة مصر في مواجهة الإرهابيين في بعض المدن الليبية وتحقيق الأمن والاستقرار في كل الأراضي الليبية مع دعم رجال الأمن الليبيين لتأمين المطارات». إلى ذلك، استأنف خفر السواحل الليبيون أمس، عمليات البحث عن 170 مهاجراً غير شرعي من بلدان جنوب الصحراء، فُقدوا قبالة سواحل طرابلس بعد غرق مركبهم في البحر، في حادث جديد تشهده حركة الهجرة السرية.