تَختصر ثروت مزاحم، والدة الرقيب المخطوف لامع مزاحم، حال أمهات العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» عشية يوم عيدهن. فابنها كما أبناء كل الأمهات في المؤسسة العسكرية كانوا يتَّصلون بهن من الخدمة أو يأتون لمعايدتهن. أما اليوم فتغيَّرت العادة فلا عيد بالنسبة إلى أم لامع والأمهات، في ظل غياب أبنائهن عن عائلاتهن ف «كان أملنا أن يفرج عنهم في هذا اليوم الحساس لأن التطمينات تفيد بأنه سيفرج عنهم قريباً أو نزورهم أو نسمع صوتهم لكننا لن نفقد الأمل ونطالب بأن «يتحنن» قلب الخاطفين علينا ونسمع صوت أبنائنا على الأقلّ». اختلطت دموع الأمَّهات والأهالي المعتصمين في ساحة رياض الصّلح بين الحزن والتفاؤل، فهم مطمئنون إلى سير المفاوضات وجديَّتها بعدما أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن الملف يتقدّم ، مطمئنا الأهالي أن القتل أصبح من الماضي. وبحسرة كبيرة تروي أم لامع ل«الحياة» كيف صادف عيد الأم في العام الذي التحق فيه ابنها بالمؤسسة العسكرية، فاتّصل بها وفتحت الخط على وقع أنغام «ست الحبايب». وقالت: «أتى في اليوم التالي من خدمته ليقبل يدي ورأسي ويعايدني بباقة من الورود». وتخبر سعاد عمر يوسف والدة العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف «كيف قرّرت وزوجته غنوة الذهاب إلى جرود عرسال - القلمون الأحد الماضي لرؤيته، برفقة آمنة والدة العسكري المخطوف حسين عمار ووضحة السيد مقبل زوجة العسكري خالد مقبل، إلا أنهن عدن من دون لقائهم عشية العيد». وقالت: «بعد أن قصدنا منزل الشيخ مصطفى الحجيري في عرسال من دون إبلاغ الخاطفين بنيّتنا لقاء أبنائنا جلسنا عنده لمدة ساعة حيث تناولنا الفطور ثم انتقلنا برفقة شخص سوري إلى الجرود بعد مرورنا على حاجز للجيش الذي أبلغناه هدفنا، وفي أحد الكاراجات في الجرود أُبلغنا مرات عدة بوجوب الإنتظار إلا أنه عند الثالثة والنصف أتى شخص ليبلغنا أن اللقاء لن يتم لأن الأمير (داعش) يقوم بعمله الجهادي». وتمنّت غنوة زوجة محمد يوسف لو «مر هذا العيد وزوجها الى جانبها»، آملة في أن «تراه الى جانبها وجانب ابنه في أقرب وقت ممكن». وتعبّر والدة العسكري المخطوف جورج خزاقة، عن «حال الضياع التي يعيشها حفيدها الذي يعلم أن والده يعمل خارج البلاد»، متمنية «لو يفاجئها جورج ويدخل المنزل ويعانقها في هذا العيد». وأعربت عن عتبها «على المعنيين بالملف لأنها لا تعرف عن مصير ابنها شيئاً». وفيما يترقب الأهالي ما ستؤول إليه المفاوضات بين الخاطفين والدولة اللبنانية، لا يزال الوقع الإيجابي لزيارة الموفد القطري الأخيرة إلى عرسال، هو الحاضر الوحيد في ساحة الإعتصام. ويأمل فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع ب»عودة تحرك الموفد، في سبيل حلحلة بعض النقاط العالقة، التي من شأنها أن تصل إلى اتفاق يؤدّي إلى إطلاق سراح العسكريين في الأيام القليلة المقبلة». وتمنَّى أن «يستمر التواصل بين الخاطفين والحكومة والموفد القطري الذي ترجم أخيراً بتسلّم الموفد مطالب الجهتين الخاطفتين والتي تتضمّن الإفراج عن 40 موقوفاً في سجن رومية وموافقة السلطات اللبنانية على الإفراج عن 21 اسماً منهم». وأكد حسين يوسف والد العسكري محمد في اتصال مع «الحياة» أن «المفاوضات بشأن ملف العسكريين بلغت مرحلة متقدمة من خلال بعض المعطيات التي توافرت لدينا، وهناك زخم يضاهي الأشهر الثمانية الماضية لأننا نسمع عن اقتراب عملية التبادل»، متمنياً أن «تستمر هذه الإيجابيات وتنتهي قبل أن يفرض شيء جديد على جبهة عرسال من خلال ما ينتج عن الأحداث الجارية، في الفترة الأخيرة». وينتظر الأهالي زيارتهم الى وزير الدفاع سمير مقبل المقررة غداً.