أكّد مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن القوات الموجودة على الحدود حالياً كافية وتتمتع بإمكانات كبيرة جداً وفي حال استدعى الأمر زيادة القوات، فإن القوات المسلحة في أنحاء المملكة على أهبة الاستعداد لذلك. وقال الأمير خالد بن سلطان خلال مؤتمر صحافي عقده أمس: «سنقضي على أي إسناد للمتسللين حتى يكفوا ويرجعوا عشرات الأميال، وإذا رجعوا داخل حدودهم فهذا شأن داخلي لليمن ليس لنا علاقة فيه، وإذا حصلت أية عمليات تسلل فسنلقنهم درساً لن ينسوه». وتابع أن «هدفنا واضح ولن نتزحزح. لن نسمح بدخولهم شبراً واحداً في الأراضي السعودية وعليهم العودة أميالاً داخل حدودهم، ما داموا يشكلون تهديداً على حدودنا ». وقال: «نحمد الله على هذه الانتصارات المستمرة لحماية حدودنا. إن القوات المسلحة شبكة متواصلة تعمل جميعاً بخطة واستراتيجية وتنسيق كامل. القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي والخدمات الطبية ومن القوات البرية الإسناد الإداري والتمويني وسلاح المهندسين وإسناد الطريق. كل هذا يعمل باحترافية لأنهم تدربوا على هذا، والتدريب يوجهنا به قائدنا الأعلى ومستمر ويتابعه سيدي سمو ولي العهد. ولهذا ها نحن الآن نجني ثمار ذلك». وأكد الأمير خالد أن القوات المسلحة كلها في السعودية في حال استعداد في كل المواقع، مستعدة لأي طارئ سواء في منطقة جازان أو أي منطقة أخرى وهناك خطط واحتمالات ومستعدون لمواجهة أسوأ الاحتمالات». وعن الشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام، قال: «حققنا ذلك بنجاح خلال حرب تحرير الكويت، ونحن الآن نطبق الشيء ذاته، وهي الصراحة المتناهية في كل التصريحات. وأؤكد لكم أنه لا يمكن أن نعطي خبراً إلا ونحن متأكدون منه». تابع أن عمليات التسلل انحسرت كثيراً، «وحُصرت في أفراد يتسللون ليلاً ويطلقون النار ثم يهربون، لكن هذا لن يجعلنا ندخل معهم في حرب جبلية. وأؤكد لكم أننا سننسفهم ونقتنصهم وندمرهم ولكن نأخذ وقتنا وتعليماتنا من القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الذي يوجه بتقليل الخسائر البشرية ما أمكن، والشهادة فخر ونعتز بجميع شهدائنا». وعما إذا كانت هناك نية لإعادة النازحين إلى قراهم التي أُخلوها، قال: «أحب أن أؤكد لكم أن اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين هي الحفاظ على أرواح كل النازحين ولم ينزحوا من المنطقة إلا خوفاً عليهم. وقد تضافرت الجهود من كل الجهات الحكومية والجمعيات لتوفير الراحة للجميع، وأُعدت مخيمات لإيوائهم حفاظاً على أرواحهم. وأؤكد لكم أنه لن يُعمل إلا بما هو في مصلحتهم». وعن ماهية المتسللين وهدفهم، قال: «من موقعي هذا لا أنظرإلى ذلك إلا من وجهة نظر عسكرية بحتة. إنهم لصوص مرتزقة دخلوا حدودنا متسللين، وعلينا أن ندمرهم». وعن نوعية الأسلحة التي يستعملها المتسللون، قال «لدينا معلومات تتعلق بهذا الأمر ولن نظهرها. كل ما استطيع قوله إننا نقيم الأمور عسكرياً واستراتيجياً بناء على توجهات ومواقف سياسية يوجهنا بها قائد القوات المسلحة». وشدّد على أن «القوات الجوية الملكية السعودية أدّت مهماتها بإخلاص وحققت أهدافها من الأساس»، وأكّد خلال زيارة تفقدية أمس لقاعدة الملك خالد الجوية في القطاع الجنوبي، أن «القوات السعودية لم تصدر الشر لأحد بل تجتهد لتحقيق الخير للجميع ومدَّت يدها لإقامة علاقات صداقة لا مؤامرات تدمير»، مشيراً إلى «توجيهات خادم الحرمين بألا تمس أراضي الشقيقة الجمهورية اليمنية بسوء». وزاد أن «ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أنهى فترة العلاج وتوقف عن تناول الأدوية منذ شهرين تقريباً وهو الآن بصحة ممتازة وسيصل إلى أرض الوطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة». وأضاف «إن ولي العهد تواق للعودة إلى أرض الوطن، وأنا أبشر الجميع أنه سيكون بيننا خلال أيام». وكان الأمير خالد توجه إلى مركز قيادة عمليات القطاع الجنوبي، ، واستمع إلى إيجاز من قائد قاعدة الملك خالد الجوية اللواء الطيارمحمد بن صالح العتيبي. والتقى الطيارين والفنيين في خط الطيران، وألقى كلمة قال فيها، بعد تهنئتهم بالعيد: « إن أروع ما يقدمه الإنسان هو الوفاء بالوعد، والالتزام بتقديمه في وقت الجد، ليترك بعمله بصمات دائمة ونتائج حاسمة، لقد رأيتكم وعرفتكم في التمارين الداخلية والتدريبات الخارجية وكم كنت سعيداً بكم، وفخوراً بأدائكم حينها كنت رافعاً رأسي عالياً بما سمعته عن رجال القوات الجوية الملكية السعودية من ثناء الأصدقاء سواء في أميركا وبريطانيا وأخيراً فرنسا وعندما حان وقت الجد عرفت ولمست وسررت بما قدمتموه وتقدمونه. إن الذي تقومون به في هذه الأيام بردع المعتدين وتحجيم الحاقدين المتسللين قمة الأداء والعطاء ماذا أقول لكم وأنتم تنطلقون في همة لا تعرف الملل، وعمل لا يعرف التقاعس والكلل، مهمات تكتيكية ذات أبعاد حساسة في شريط حدودي معقد، كنتم، ونحن معكم، حريصين أشد الحرص على تنفيذ التوجيهات السامية من مقام سيدي خادم الحرمين القائد الأعلى للقوات العسكرية، بألا تمس أراضي الشقيقة الجمهورية اليمنية بسوء، وأعلم أن تحقيق ذلك كان أمراً صعباً ولكنكم عملتم المستحيل، وكانت غاراتكم باحترافية عالية، ودقة متناهية حققت أهدافها وها أنتم تحققون، مجنبين اليمن الشقيق أي سوء، ورادين كيد أعداء بلادكم بكل همة واقتدار». وتابع: «اسمحوا لي أن أكون من شهود هذا العصر، فإبان حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة بلغت مشاركات قواتنا الجوية أرقاماً كانت هي الأعلى بين المشاركين بعد الولاياتالمتحدة الأميركية وقيل في وقتها ما قيل، ودَّعنا بعدها عدداً من زملائكم الطيارين لأسباب التقاعد، والبعض الآخر بيننا اليوم وأخذتم انتم أماكنهم الآن . هل تعرفون كيف تحقق ذلك؟ بالتدريبات العالية التي تقومون بها بصفة دورية وبجدولة زمنية صارمة». وعاد الأمير خالد أمس المصابين من الضباط والجنود في مستشفى القوات المسلحة في جازان ونقل إليهم تحيات وتهاني خادم الحرمين وولي العهد والنائب بعيد الأضحى المبارك. وكان في استقباله مدير إدارة مستشفيات القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية العميد الركن عبدالله بن فالح الودعاني ومدير مستشفى القوات المسلحة في جازان المقدم عبدالله بن محمد الغامدي.