إذا كانت زينب المصلي تدرس التمريض، وتعتزم إكمال دراستها العليا فيه، مع اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي، فإن الخبر الأكثر أهمية لهذه الفتاة التي لم تتجاوز ال20 عاماً من عمرها، تتويجها مساء أول من أمس بلقب «سيدة الأخلاق» بعد أشهر من المسارات والفرز. وهي الفتاة السابعة التي تحمل هذا اللقب، منذ انطلاق المسابقة قبل أعوام. وإلى جانب زينب وقفت على منصة التتويج وصيفتيها، وعد النصر، وغفران آل مرار. فيما علا التصفيق مساء في قاعة الملك عبدالله الوطنية في القطيف، مع إعلان النتائج، خصوصاً من بقية المتنافسات على اللقب، ووصلت إلى المرحلة الأخيرة 10 فتيات، من أصل 112 فتاة خضن المنافسة. وخضعت المتأهلات ال10، لجولتي تحكيم. ووجه لكل متسابقة سؤال مختلف عن الأخرى، ومدة الإجابة دقيقتان، لتصل التصفيات إلى خمس متسابقات، دخلن الجولة الثانية بسؤال موحد. وواكبت الأسئلة الموجهة إلى المتسابقات أحاديث الساعة، فكان من بينها: «ماذا لو كنت عضواً في المجلس البلدي؟» أو «كيف ستطورين مسابقة سيدة الأخلاق لو انتخبتِ لرئاسة مجلس إدارتها؟». واعتبر الحضور السؤال الأخير «تمهيداً لانتخابات». وهو ما أكدته المدير التنفيذي ل«سيدة الأخلاق» خضراء المبارك في تصريح ل«الحياة». قالت فيه: «هناك سعي لعقد انتخابات لاختيار أعضاء مجلس الإدارة، ما يسهم في تطوير المسابقة وضمان استمرارها. وسعدنا بطرح الضيوف الذين طالبوا بتوسيع دائرة المسابقة وشموليتها». وقالت الفائزة الأولى زينب المصلي ل«الحياة»: «لم أفز بمفردي الليلة، فجميع المتسابقات ال10 فزن أيضاً». وأضافت: «أخرجتني المسابقة بشكل متكامل، نحمل الثقة والشخصية والفكر لفتيات قادرات على بناء المستقبل، ولو مرت كل فتاة في مجتمعنا بالورش التدريبية والمسارات التي خضعنا لها ضمن المسابقة، سنكون مجتمعاً مثقفاً وواعياً ومنجزاً». واعتبرت وصيفتها الأولى وعد النصر، مسابقة «سيدة الأخلاق»، «ورشة عمل متكاملة لصقل إيجابيات كل فتاة وإبرازها». وتطمح وعد التي تحمل شهادة الدبلوم المتوسط تخصص تمريض عام، وتعمل في مركز «كانو لأمراض الكلى»، أن تواصل الدراسة لنيل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وأن تكون «أول بروفيسورة سعودية تضع أساسيات وخططاً تطويرية لعلم التمريض، وتعمل نقطة تحول في ممارسيها ومتلقي خدماتها». إلا أن الوصيفة الثانية غفران آل مرار لا تزال طالبة في المرحلة الثانوية. وقالت: «المسابقة أبرزت روح التحدي الشريف بين المتسابقات، ونمت مواهبنا وصقلت شخصيتنا، ووضعتنا على أول الطريق، وأعادت ترتيب أولوياتي بالشكل الذي يتناسب مع طموحي، بأن تكبر دائرة تأثيري الإيجابية شيئاً فشيئاً، حتى أتمكن من مزاولة الخدمة الاجتماعية، وأن تُكتب لأفكاري القبول وأدخل ميدان التنمية الاجتماعي». واستحدثت إدارة المسابقة في حفلة التتويج هذا العام فقرة جديدة، حين اعتلت أمهات المتسابقات ال10 وقبل التصفيات والنهائيات، منصة المسرح، للتحدث عن ابنتها، وتلبسها طوَّق زهور، تأكيداً على أن «الوصول لهذه الليلة فوز لجميع المتأهلات للمرحلة النهائية». وخاطبت إحدى الحاضرات إدارة المهرجان، قائلة: «ابنتي تبلغ من العمر 10 أعوام، وأتوق لأراها بين المتسابقات مستقبلاً، فاستمروا، لأننا بحاجة لمثل هذه المسابقات». وامتازت حفلة هذا العام بحضور وطني وخليجي لافت. وقالت ضيفة شرف الحفلة الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي، في كلمة ألقتها: «الجمال يزول والشباب تنتهي مسيرته، إلا أن الأخلاق تبقى وتظل وساماً للإنسان، فالجمال كَلِمَة تلازم المرأة، والخلق نمط حياتي بسيط وغير معقد، ولكنه صعب التطبيق، ما لم نتعود عليه». بدوره، قالت وزيرة التخطيط وشؤون التنمية في الكويت سابقاً الدكتورة معصومة المبارك: «سعيدة لكوني هنا للمرة الثانية، فالمسابقة فريدة من نوعها، وتدل على جهد حقيقي، إذ توجد مشاركات أتين من مناطق بعيدة، وحضرن كل المسارات، على رغم المشقة. واعتبر هذه الحماسة قمة الإنجاز والنجاح»، مؤكدة «الحاجة الشديدة للتركيز على الأخلاق».