تحلم عشر فتيات أن يتوجن مساء اليوم بلقب «سيدة الأخلاق»، بعد أشهر من الفرز والتصفيات والمسارات، التي أدت إلى تقليص عددهن من 95 متسابقة إلى عشر فقط. لكن اللقب في النسخة السابعة من المسابقة، سيكون من نصيب واحدة منهن، فيما ستحمل فتاتان أخريان لقب «الوصيفة». إلا أنهن جميعاً أكدن ل «الحياة» أن وصولهن إلى المرحلة الأخيرة «مكسب كبير». أصغر المتسابقات فتاتان في ال17، وأكبرهن 25 عاماً، واثنتان منهن «بنات عم». وتمر أحلامهن لمستقبلهن من بوابة الصحة العامة والطب. ومن المتوقع أن تشهد حفلة التتويج حضوراًَ «وطنياً»، لأكاديميات ومسؤولات ومثقفات وقيادات مجتمعية نسائية. وقالت المتسابقة زينب المصلي، التي تدرس تخصص التمريض في عامها الأول، وتطمح لإنهاء البكالوريوس، وإكمال الدراسات العليا، واحترفت التصوير الفوتوغرافي، وتريد تطوير هذا الجانب»: «المسابقة أخرجتنا بشكل متكامل: ثقة وبناء شخصية وفكر لفتيات قادرات على بناء المستقبل، ولو مرت كل فتاة في مجتمعنا بالتدريب والمسارات التي خضعنا لها ضمن المسابقة، سنكون مجتمعاً مثقفاً واعياً منجزاً». وأضافت «سيدة الأخلاق» للمتسابقة غدير الفرحان «أكثر ما أضافت لي المدرسة، إذ علمتني عدم الاستسلام في تحقيق أحلامي، وزرعت في الرغبة في أن أكون يداً تساعد في تطوير بلدها، وأن أكون شخصية مبادرة لصنع الأفكار والمشاريع لتنمية ذاتي وبلدي، ومن خلالها تعرفت على شخصيات مميزة ورائعة، حكوا لنا قصصهم في تحقيق أحلامهم. وتعلمت عدم التوقف عن تطوير ذاتي أولاً، وتطوير من حولي ثانياً». وتحلم غدير، التي تدرس السنة التحضيرية (مسار علمي) في جامعة الدمام، ب «إنشاء مجتمع صحي للمرأة السعودية، والتقليل من السمنة وأمراضها، مع خلق فرص وظيفية مختلفة للمرأة، من طريق إنشاء مركز صحي متكامل». وطرحت هذا المشروع في المسابقة، في مسار «عرض المشاريع» ونال الإعجاب، ما رشحها للمسار الأخير». وغيرت المسابقة «الكثير» في شخصية فاطمة الفرحان، الطالبة في الصف الثاني الثانوي، التي أكدت أن المسابقة «غيرت شخصيتي وتفكيري، وكانت أحلامي محبوسة، لكني بدأت في إخراجها، وأتمنى ترك بصمة جميلة لا تنسى في مجتمعي، وبمجرد وصولي إلى هذه المرحلة أنا «ملكة». وسأفرح جداً لبقية المرشحات، وأقول لفتيات مجتمعي: كل إنسان قادر على تنفيذ طموحه لكن الأمر يحتاج إصراراً وعزيمة، وأنتن قادرات». واكتسبت إيمان الحليلي، طالبة التمريض، التي تطمح للماجستير والدكتوراه، من المسابقة «الثقة بالذات والإيمان بالقدرات الداخلية»، لافتة إلى أن «المسابقة كانت لي الطريق الذي من خلاله استطعت معرفة ذاتي وماذا أريد، وطموحي هو إثبات ذاتي ووضع بصمة لي في المجتمع». وتعتبر فاطمة آل دبيس، المسابقة «ضوءاً وأملاً وطريقاً إيجابياً في نهايته أهدافٌ محققة». وعن طموحها قالت: «مجتمع خال من الأمراض، وأن أكمل دراستي لأكون بروفيسورة ناجحة يُقتدى بها، في مجال عملي كاختصاصية تغذية». وكانت «سيدة الأخلاق» بالنسبة لغادة مرار، الطالبة في المرحلة الثانوية، بمثابة «التحدي للخروج من الصندوق» على حد تعبيرها. وقالت: «برزت روح التحدي الشريف بيني وبين المتسابقات ونمت مواهبي وصقلت شخصيتي وجعلتني أفكر بطريقه مختلفة عن السابق، وأعدت ترتيب أولوياتي بالشكل الذي يتناسب مع طموحي، الذي من ضمنه أن تكبر دائرة تأثيري الإيجابية شيئاً فشيئاً، حتى أتمكن من مزاولة الخدمة الاجتماعية، وأن تُكتب لأفكاري القبول، وأدخل ميدان التنمية الاجتماعي». وزادت المسابقة من ثقة هبة الحمد في نفسها وشجعتها على الانخراط في العمل التطوعي، وساعدتها على اكتشاف قدراتها. وقالت: «هذا جزء يسير مما استفدته». وتطمح هبة أن تكون «استشارية جراحة قلب وصدر، كما أطمح لنشر ثقافة العمل التطوعي في مجتمعي، وأن أعزز دور المرأة». وأتاحت المسابقة للينا العلي، التي تطمح لدراسة «الهندسة الطبية»، «فرصة تنمية الكثير من المهارات، مثل كيفية التخطيط للمستقبل، وتحديد الرسالة والأهداف، وفن الإلقاء والتواصل مع الآخرين، وعرفتني بنخبة من المتسابقات والمدربات، خلال حضوري الورش التدريبية، إضافة إلى صناعة روح التحدي والمثابرة لدي في المنافسة». ويبدو أن الصحة تشكل قاسماً مشتركاً بين المتسابقات، فبتول المعلم، تطمح ل «نشر الثقافة والوعي الصحي بشكل واسع، وافتتاح مركز توعوي تثقيفي للأمراض الوراثية، وتطويره حتى يُعتمد من المنظمة العالمية للصحة». وحازت بتول على دبلوم جامعي في السكرتارية والنسخ الطبي. وتعمل في قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد التخصصي. ولا تعتبر وَعَد النصر سيدة الأخلاق «مسابقة بقدر ما هي كورس لصقل إيجابيات كل فتاة، وإبرازها، فهي أضافت لنا الكثير. وما سأذكره قليل، من الثقة في النفس وحب الإصرار والعزيمة». وتخرجت وعد منذ أربعة أعوام من جامعة الدمام بشهادة «دبلوم متوسط»، تخصص تمريض عام، وتعمل الآن في مركز «كانو لأمراض الكلى» بمستشفى الدمام المركزي. وتطمح لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وأن تكون أول «بروفيسورة سعودية تضع أساسيات وخططاً تطويرية لعلم التمريض، وتعمل نقطة تحول في ممارسيها ومتلقي خدماتها».