لا يقل مشروع العاصمة المصرية الجديدة في طموحه عن أهرامات الجيزة القديمة، فهذه العاصمة التي يجري التخطيط لبنائها من الصفر هرباً من التلوث الخانق في القاهرة، ستضم مطاراً أكبر من مطار هيثرو في لندن، ومبنى أعلى من برج إيفل في فرنسا، وشوارع وطرقاً تنتشر على جانبيها الأشجار بطول يتجاوز عشرة آلاف كيلومتر. والخطط التي أعلن عنها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، تهدف إلى بناء هذه المدينة خلال سبع سنوات فقط. بعض سكان القاهرة أبدى شكوكا في ضرورة نقل عاصمتهم القاهرة التي يزيد عمرها على ألف عام لتحل محلها مدينة جديدة براقة. ويقول أحمد الحسيني الرئيس التنفيذي لشركة «بلانت» للاستثمار، إنه يختلف في الرأي مع كثيرين من معارضي المشروع. وأضاف أنه «قضية عظيمة لحشد الشعب من حولها»، خصوصاً أنه يهدف إلى إيجاد عدد كبير من الوظائف في بلد يصل فيه معدل البطالة إلى 13 في المئة. ورداً على الانتقادات التي تقول إن نقل العاصمة سينال من المكانة التاريخية التي تتمتع بها القاهرة، قال الحسيني: «لديك الكثير من المدن العظيمة التي تمكنت من نقل الحركة بعيداً من المركز، ومع ذلك احتفظت بعظمة العاصمة». وشدد على أن المدينة الجديدة ستكون مركزاً إدارياً لن يؤثر على مكانة القاهرة. وتقضي الخطط الموضوعة بأن تغطي العاصمة الجديدة مساحة 700 كيلومتر مربع تقريباً، أي ما يعادل مساحة سنغافورة، وتضم 1.1 مليون وحدة سكنية، وتخلق 1.75 مليون وظيفة. ويقدر أن تصل التكلفة الإجمالية إلى حوالى 300 بليون دولار. ونظراً إلى الزحام الشديد الذي تعاني منه شوارع القاهرة وأزمة السكن الحادة التي جعلت عشرات الآلاف يعيشون وسط المقابر، فقد بدا إغراء البداية من الصفر كبيراً. لكن الفكرة ليست جديدة، كما أن السوابق تثير القلق، فقد سبق أن أقيمت «مدن جديدة» على مشارف القاهرة وانتهى الحال بكثير من أحيائها خالية، أو أنها أصبحت مساكن للطبقة الثرية وظل نقص البنية التحتية وغياب وسائل النقل من العوامل التي عرقلت انتقال المواطنين العاديين للإقامة فيها. ويقول بعض سكان القاهرة إن من الأفضل إنفاق الأموال على تحسين الخدمات الأساسية في بلد يعيش أكثر من ربع سكانه تحت خط الفقر أو بالقرب منه وفقاً لبيانات الأممالمتحدة. وترسم الصور البراقة على الموقع الإلكتروني للمشروع صورة أقرب إلى مدينة دبي منها إلى القاهرة. وتنتشر في التصميمات الهندسية للعاصمة الجديدة المساحات الخضراء وحديقة كبيرة ستكون أكبر ست مرات من مساحة ديزني لاند في كاليفورنيا. ويقول مسؤولون مصريون إن المدينة ستقام في منطقة تقع إلى الشرق من القاهرة بعيداً من نهر النيل وعلى الطريق المؤدي إلى قناة السويس ومدينة السويس.