توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرار هطول أمطار متفرقة على المنطقة الشرقية، اليوم. فيما شهدت المنطقة أمس، زخات مطر خفيفة. وأثار سيل جدة، الذي أدى إلى خسائر بالملايين ووفاة نحو 86 شخصاً، مخاوف الأهالي في الشرقية، وبخاصة ساكني بيوت الصفيح في قرى المنطقة. وطمأن المتحدث الرسمي في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، سكان الشرقية من «عدم تكرار ما حدث في مدينة جدة لديكم»، مضيفاً في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، أن «المنطقة لا يوجد بها جبال ومرتفعات، كما أن المدن والقرى فيها لا تقع بالقرب من أودية». وبين أن «الرئاسة تصدر تقريراً مناخياً، كل أسبوعين، يوضح الصورة لحال الجو، وبخاصة في المناطق التي يتوقع هطول أمطار كثيفة عليها، أو حدوث سيول فيها. ويرسل هذا التقرير إلى الجهات المسؤولة التي تتعامل مع الهيئة، مثل الدفاع المدني، وحرس الحدود، وأمانات المناطق». وقال القحطاني: «إن الشرقية ستشهد هطول أمطار تتراوح من خفيفة إلى متوسطة»، مبيناً أن «الفترة الزمنية الراهنة، تُعد فترة مطيرة، وتستمر في ال20 يوماً المقبلة، حتى دخول فصل الشتاء. وتشهد درجات الحرارة انخفاضاً». وبين موقع الرئاسة على شبكة الانترنت، أن «الرؤية ستنخفض إلى أقل من كيلومتر في الشرقية، بسبب الضباب في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، إضافة إلى وجود تشكيلات من السحب». فيما أوضح أن غداً وبعد غد «سيشهدان ضباباً خفيفاً وغيوماً جزئية حتى يوم الخميس المقبل». إلا أن القلق لم يتولد نتيجة غياب الجبال والأودية في المنطقة الشرقية، وإنما لوجود أنفاق في طرق رئيسة، وشوارع طالما شهدت تجمعاً للمياه فيها، إضافة إلى منازل الصفيح، التي عانت في مواسم الأمطار الماضية. وأعدت أمانة الشرقية، خطة طوارئ لمواجهة هطول الأمطار وتجمع المياه الناتج عنها، وخصصت فرقة للمهام السريعة، التي يمكن إرسالها إلى المواقع المطلوبة من جانب البلدية، بالتنسيق مع الدفاع المدني، إضافة إلى معدات شفط مياه الأمطار، والأدوات والمضخات والسيارات الخاصة. وفي سياق متصل، أعلنت أجهزة خدمية وأمنية في محافظة حفر الباطن، حال الاستنفار، بعد الأمطار التي تواصل هطولها بغزارة، على المحافظة والقرى التابعة لها منذ يوم الخميس الماضي. وسيطرت الغيوم على سماء المدينة لليوم الثالث على التوالي. فيما ارتفع منسوب المياه في الطرقات، وعجزت قناة التصريف التي تشق طرقات المحافظة، عن استيعاب كميات الأمطار الغزيرة، حتى فاضت على الأرصفة الجانبية، متسببة في تعطل حركة السير، وشلها أحياناً. وطالت الأمطار قرى: النظيم، والقلت، والصفيري، والصداوي، والذيبية، البرازي، والوشح، وسماح. كما شملت شمال شبكة الحجرة من جهة كريم داخل مدينة الملك خالد العسكرية، والمراكز الحدودية الجنوبية المحاذية للكويت، والشمالية المحاذية للعراق، ومنها الحماطيات، وفلجا، والمسناة. إضافة إلى مراكز: سامودة، والدهناء، وعرفان، ونفوذ أم رقيبة، وأم قليب. كما شملت معرج السوبان، وخبيراء، والحيراء، ومناخ، والصمان المنشرحة، والصفي والعرفاء. br / واستنفرت الجهات الأمنية والخدمية، مثل البلدية وإدارة المياه، كامل طاقاتها استعداداً لمواجهة أي حوادث محتملة جراء الأمطار، فيما حذر الدفاع المدني، المواطنين والمقيمين، من الاقتراب من بطون الأودية والأماكن الخطرة، لاحتمال جريان عدد من الأودية والشعاب. وخلفت الأمطار المتساقطة الكثير من الشوارع الغارقة، التي عجزت قنوات التصريف عن احتواء الكميات المتساقطة، على رغم ما بذلته فرق الدفاع المدني والبلدية، من جهود لسحب المياه، في ظل ارتفاع منسوبها في بعض الأحياء، ما عرقل حركة السير. وشهدت محال مستلزمات الرحلات البرية ومحطات الوقود التي تقع على طرق الرياض، والشمال، والدمام، إقبالاً كثيفاً، نظراً لتفضيل كثير من الأهالي قضاء ثاني أيام العيد في البر، خصوصاً مع اعتدال الجو، وتوقف الأمطار في بعض الأوقات، وشروق الشمس. وحفزت الأجواء على الخروج إلى البر.