أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة ان بلاده لن تسمح بتدنيس أي "شبر" من أراضيها، مشيراً إلى أنه لا خيارات مفتوحة في الدفاع عن النفس سوى خيار واحد إما النصر بالعزة والكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الدفاع عن الوطن". وقال الملك عبدالله في كلمة له خلال استقباله القيادات الأمنية في الحج في مشعر منى: "نحمد الله الذي مكننا من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو شرف لا يوازيه شرف، ولا شك أن ما قمتم به من واجب متوكلين على الله جل جلاله في تسهيل وتأمين سلامة عباده من الحجاج، أمر نقدره لكم ونشكركم عليه وندعو الله لكم بالعون والسداد. إخواني وأبنائي الكرام إن ما يجيش في نفسي وفي نفوس أهلكم شعب المملكة العربية السعودية من اعتزاز بكم لم يأت من فراغ، فأنتم - بعد الله - درع هذا الوطن، وكنتم تسعون في كل أمر بعد التوكل على الحق جل جلاله رافعين راية التوحيد ضد سوء التدبير عند من خدعته نفسه الأمارة بالسوء، وأكدتم القول المعروف "إن المعرفة - بعون الله - تسبق النصر والجهل يسبق الهزيمة". إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة... بإيمانكم بالله يكون الولاء بعد الله لوطنكم وأهلكم امتداداً طبيعياً وتاريخياً لوفاء آبائكم وأجدادكم من الموحدين خلف قائدهم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراهم جميعاً - وسيعلم من يظن بأن سيادة وأمن بلادكم مكان خصب لفكره المريض بأنه واهم "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"، وليعلم الجميع بأن المملكة العربية السعودية لا تقبل التجاوز على أحد لكنها في نفس الوقت لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها، فلا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى خيار واحد، النصر بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن. فبارك الله فيكم رجالاً أوفياء وأبناء بررة وأسأله تعالى أن يمن على بلادنا بالأمن والاستقرار والعز والتمكين". وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في الديوان الملكي في قصر منى أمس الأمراء والعلماء والمشايخ وضيوف خادم الحرمين الشريفين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوزراء وقادة وضباط ومنسوبي أمن الحج الذين قدموا لسلام عليه وتهنئته بعيد الأضحى المبارك. وألقى مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني كلمة نيابة عن قادة وضباط ومنسوبي أمن الحج تقدم في مستهلها لخادم الحرمين الشريفين بالتهنئة الخالصة الصادقة المفعمة بالروحانية الإيمانية لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك باسم قوات أمن الحج كافة، داعياً الله تعالى أن يعيده بالخير والسلام والأمن والأمان. وأوضح الفريق القحطاني، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن الاستعدادات للحج مضت على قدم وساق، وبكل همة ونشاط يدفعها اهتمام النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي لم يفوت مناسبة إلا وأكد على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين السديدة، ومنحها أقصى درجات الاهتمام والعناية. وقال: «لقد عملت القطاعات الأمنية كافة المشاركة والمساندة لها، على ترجمتها على الطبيعة بتفاعل مثالي منضبط حقق أقصى درجات الدقة في الأداء لهذا الواجب المقدس، إذ تهيأت منظومة الأداء الخدمي لأبنائكم من رجال الأمن على اختلاف جهاتهم ومسؤولياتهم ومواقعهم للعمل بتناغم حقق تكاملية الأداء المنسجم مع الخطط الأمنية والمدنية كافة لخدمة الحجاج، والسهر على أمنهم وراحتهم». وأضاف: «إن هذه الخطط لم توضع بسهولة بل جاءت نتيجة دراسات معمقة ومشاركات جادة مع كل الجهات المعنية بالحج، ضمن لقاءات مستمرة وورش عمل عدة، واجتماعات متوالية، بعد الرجوع إلى خطط الأعوام الماضية، ودروسها المستفادة، تم اعتماد الأعداد البشرية، وتوفير المتطلبات الآلية والمعدات والتجهيزات المختلفة بدعم غير محدود من حكومتكم الرشيدة، وبإشراف مباشر من النائب الثاني، ونائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، كما أن الأهم هو توافر الخبرات الميدانية التي تم تدريبها وفق برامج تدريبية عالية، وبناء الأنظمة التقنية، وأنظمة الاتصالات ووسائل المتابعة والرصد المستمر لكل الأحوال والتحركات والتنقلات التي يقوم بها ضيوف الرحمن من مشعر إلى آخر بما تتطلبه تلك التنقلات من جهود واسعة، وخطط مدروسة بعناية، كان لمتابعة أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أبلغ الأثر في تحقيق الأهداف المرجوة». وأبرز دور البنية التحتية في الحج التي وفرتها المملكة العربية السعودية قي مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والتيسير عليهم لأداء المناسك، وقال: «إن من الأمور المهمة التي أسهمت في نجاح الخطط وأداء المناسك من حشود الحجاج هو تلك البنية التحتية التي تتقدم كل عام نحو الأفضل، فهذه منشأة الجمرات، وتوسعة المسعى قد اكتملت -ولله الحمد - وقطع مشروع قطار الحرمين، ومشروع توسعة الحرم المكي الشريف، مراحل متقدمة بفضل الله، ولا شك أن هذا النهج الذي تتبنونه سيستمر حيث أصدرتم بتكليف جهات علمية جهات متخصصة وشركات عالمية لإجراء الدراسات ووضع المقترحات الهادفة إلى تحقيق أفضل الطرق والخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن في مناطق الحج». وتناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.