فيما يسعى الاتحاد الأوروبي الى تقليص اعتماده على الغاز الروسي في مجال الطاقة، خصوصاً بعد اندلاع ازمة اوكرانيا التي تمر انابيب الغاز الروسية عبر اراضيها، اطلقت تركيا وأذربيجان أمس قرب مدينة كارس شرق تركيا مشروع بناء انبوب غاز عبر الأناضول «تاناب» الذي سيسمح بنقل الغاز الأذربيجاني الى اوروبا. ويأتي ذلك بعد ثلاثة اشهر على تخلي موسكو رسمياً عن مشروع روسي - ايطالي حمل اسم «ساوث ستريم» يمر تحت البحر الأسود إلى بلغاريا، واستبداله بمشروع آخر يمر تحت البحر الأسود عبر تركيا، والذي اكد وزير الطاقة التركي تانر يلديز انه ليس منافساً لخط انابيب «تاناب». لكن ماروس سيفكوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة، صرح في انقرة أمس بأنه «يجب التشاور مع الاتحاد في شأن أي قرار لمد خط أنابيب لنقل الغاز الروسي عبر تركيا»، مشدداً على ان هذه الخطوة «يجب أن تكون مجدية اقتصادياً، وتتوافق مع التزامات غازبروم المنصوص عليها في عقود طويلة الأجل مع عملائها في اوروبا». وأبدى سيفكوفيتش قلقه من تحويل الإمدادات من مساراتها الحالية عبر اوكرانيا إلى الخط التركي المقترح، علماً ان الاتحاد الأوروبي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وينفق 400 بليون يورو سنوياً على واردات النفط والغاز. ووضع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف رمزياً حجر الأساس لخط انابيب «تاناب» الذي تقدر كلفته بنحو 10 بلايين يورو، في موقع سليم قرب كارس. وفي مرحلة اولى، سيضخ الخط 16 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً، ثم ترتفع قدرته الى 23 بليوناً في 2023 و31 بليوناً في 2026. وتملك الشركة الوطنية الأذربيجانية للطاقة سوكار 58 في المئة من الشركة المكلفة المشروع، فيما تبلغ حصة الشركة الوطنية التركية بوتاش 30 في المئة، ومجموعة «بريتيش بترليوم» (بي بي) البريطانية 12 في المئة. ويتصل «تاناب» شرقاً بخط الأنابيب الموجود أصلاً في جنوب القوقاز، وغرباً بمشروع خط انابيب عبر الأدرياتيكي يمر في اليونان وألبانيا وإيطاليا، وسيشكل الممر الجنوبي بهدف نقل الغاز الطبيعي من حقل «شاه دنيز» الأذربيجاني العملاق في بحر قزوين الى قلب اوروبا. وعند إنجازه سيسمح الخط المدعوم منذ سنوات من بروكسيل بتلبية 20 في المئة من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز. بحيرة بايكال على صعيد آخر، حذّر خبراء من ان يتسبب انكماش بحيرة بايكال، الأكبر في العالم للمياه النقية جنوب سيبيريا، من نشوب صراعات على المياه في روسيا. وفيما تعتمد مجتمعات محلية على بحيرة بايكال التي تحوي خمس مخزون الأرض من المياه النقية غير المتجمدة، في معيشتها وكمصدر للمياه وتوليد الطاقة، انخفض منسوب مياهها خلال الأربعة أشهر الماضية إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 30 سنة، بعدما حصلت على 67 في المئة فقط من المياه النقية التي تصلها عادة. ويتوقع خبراء ان يستمر هذا الانخفاض حتى بدء ذوبان جبال الجليد، وإعادة أمطار الربيع مد البحيرة بالمياه في نهاية نيسان (أبريل) أو منتصف أيار (مايو) المقبلين، ما يزيد مشكلة الانكماش في وقت تستمر محطات توليد الطاقة المائية في سحب المياه من أنهار تغذي البحيرة وتخزّنها بالمعدل المعتاد. وبدأ الانكماش المأسوي لبحيرة بايكال يتسبب بتوترات بين منطقتين تعتمدان عليها. وقال ألكسندر كولوتوف، المنسّق الروسي في التحالف البيئي الدولي «أنهار بلا حدود»: «أهلاً بكم في منطقة حرب مياه في روسيا. المياه أصبحت مورداً ثميناً».