يشيد المستثمرون السويسريون ببورصتهم الوطنية التي تسجل أداء أفضل كثيراً من غيرها من البورصات الأوروبية وغير الأوروبية. وتبرز منصة التداولات المالية في البورصة المحلية المعروفة باسم «زيكس سويس إكسشجينج» والمملوكة من مجموعة «زيكس غروب»، التي نجحت في أدائها خلال الشهور الأخيرة. وتمكّنت هذه المنصة من قضم حصص منافساتها في البورصة المحلية نتيجة حركة التداول التجارية المتزايدة فيها، علماً أن البورصة السويسرية في زوريخ، تضم منصات تداول تجارية بديلة أُنشئت منذ سنوات، وهي تتراجع اليوم استناداً إلى التحاليل الأخيرة، أمام منصات جديدة ومتقدمة نجحت بسرعة في استقطاب شرائح واسعة من المستثمرين السويسريين والدوليين. في الربع المالي الثالث من عام 2013، كان مؤشر «زيكس» الذي يضم سلة من الأسهم التابعة لشركات مهمة يستأثر بنحو 63 في المئة من التداولات اليومية في بورصة زوريخ، فيما يستحوذ حالياً على نحو 70 في المئة منها. وهذا يعني أن المؤشر نجح في أقل من سنتين، في الاستئثار بنسبة 7 في المئة من حصة منصات التداول البديلة في البورصة المحلية. ويفيد خبراء في برن بأن وجود منصات التداول في الأسهم والسندات من بديلة وغيرها، أمر طبيعي في كل الأسواق المالية الدولية التي طالما شهدت صراعات حادة بين منصات التداول الحديثة وتلك البديلة. ففي ألمانيا مثلاً كانت منصات التداول الحديثة تحوز على نحو 64 في المئة من حركة بورصة فرانكفورت، لكن ما لبثت أن انكفأت إلى 61 في المئة. وفي بورصة «يورونيكست» تراجعت التداولات في هذه المنصات من 65 إلى 61 في المئة، وفي بورصة لندن من 62 إلى 59. لذا، يمكن الجزم بأن ما تشهده سويسرا هو عكس التيار. على الصعيد السويسري كانت منصات التداول البديلة مثل «توركواز» و»باتس شي اكس»، تستقطب اهتماماً دولياً واسعاً، وكانت مصارف سويسرية تملك حصصاً وقرارات داخل هذه المنصات البديلة التي استُخدمت لاختبار أداء عدد من الأسهم والسندات الخاصة الجديدة. وعزا المحللون تراجع حركة التداول داخل هذه المنصات البديلة، إلى خلافات بين المصارف حول كيفية إدارة الخطوط العريضة الخاصة بإنتاج العائدات. ويبدو أن صدمة الفرنك السويسري، الذي بات يعادل يورو واحداً وكذلك دولاراً واحداً تقريباً، ساهمت في تزايد حجم التداولات في مؤشر «زيكس» السويسري. وبلغ الفارق بين حركتي شراء الأسهم وبيعها في مؤشر «زيكس» منذ كانون الثاني (يناير) الماضي حتى اليوم 11 في المئة. ولافت أن مصرف «يو بي أس» يسجل خسائر كبيرة لجهة إدارته المحافظ الاستثمارية في البورصة السويسرية. ويحتل المصرف حالياً المركز الخامس على الصعيد السويسري، في إدراة حركة التداولات في المنصات البديلة والحديثة. في حين يتصدر مصرف «كريديه سويس» القائمة لأنه يهمين على 8 في المئة من حركة التداولات عموماً.