بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الأول من السنة الخامسة للثورة السورية ان واشنطن تبحث عن وسائل ل «زيادة الضغط» على الرئيس بشار الأسد من أجل دفعه الى «التفاوض» وتحقيق الانتقال السياسي، في وقت تحدثت أنباء عن سعي عمّان إلى الحصول على أجوبة و «تطمينات» إزاء وجود آلاف المقاتلين من «الحرس الثوري» والميليشيا الشيعية في ثلاثة مواقع جنوب سورية، قرب الحدود مع الأردن (للمزيد). وقال كيري في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس نيوز» إن بلاده ستضطر للتفاوض مع الأسد لتحقيق انتقال سياسي، وتبحث في سبل الضغط عليه لقبول ذلك، من دون ان يكرر الوزير الموقف الأميركي المعتاد من أن الأسد فقد كل شرعية وعليه ان يرحل. وأضاف: «علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار عملية «جنيف 1» التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وقبول متبادل من النظام والمعارضة»، لافتاً إلى أن أميركا ودولاً أخرى تبحث في سبل إعادة إطلاق العملية الديبلوماسية لانهاء الصراع في سورية. وتابع كيري: «ما نحاول الدفع من أجله هو جعله (الأسد) يأتي ويفعل هذا (يقبل بالانتقال السياسي) وقد يتطلب ذلك زيادة الضغط عليه بكل الأشكال حتى يفعل هذا. أوضحنا جيداً أننا نبحث زيادة الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الضغط». وأضاف: «لحمل نظام الأسد على التفاوض يجب أن نوضح له أن هناك عزماً من الجميع على السعي إلى هذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته في شأن التفاوض. يجري العمل في هذا الصدد الآن، وأنا مقتنع بأن الضغط سيتزايد على الأسد بجهود حلفائنا وجهود آخرين». على صعيد آخر، أكدت مصادر رفيعة في «الجيش السوري الحر» ل «الحياة» أمس «تمدد الحرس الثوري الإيراني وقوات تتبع حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية متعددة الجنسية داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود مع الأردن. وأشارت إلى خشية الأردن من هذا «التمدد». والتزمت الحكومة الأردنية الصمت، لكن تسريبات إعلامية ربطت بين الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة إلى طهران وهذا التطور الدراماتيكي. وأفادت أنباء بأن الأردن استفسر عن هدف التواجد الإيراني قرب أراضيه ومآلاته، وكان يسعى إلى «تطمينات». وقالت المصادر إن «أعداداً كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني ومعها قوات تتبع حزب الله وميليشيات شيعية عراقية وأفغانية وطاجكستانية موجودة الآن قرب مناطق متاخمة للحدود السورية - الأردنية، بينها ما يعرف بمثلث الموت الرابط بين غوطة دمشق ودرعا والقنيطرة». وزادت ان هذا «المثلث بات مكاناً لتجمُّع آلاف من المقاتلين الإيرانيين وحلفائهم الشيعة، وأن هؤلاء يتمركزون داخل الفرقة التاسعة التابعة لمنطقة الصنمين في درعا والتي تبعد عن الحدود الأردنية نحو 80 كيلومتراً». وقدّرت مصادر المعارضة السورية عدد هؤلاء بين 10 آلاف و15 ألف مقاتل، مشيرة الى «معارك ضارية» مع مقاتلي المعارضة. كما تحدثت عن «نقطة أخرى تتمركز فيها قوات الحرس الثوري، هي منطقة بصرى الشام التابعة لدرعا، والتي تبعد عن القرى الأردنية نحو 15 كيلومتراً، وتضم 5 آلاف عنصر يتمركزون في قواعد الفرقة الخامسة في محافظة السويداء، وفي مطارات عسكرية منها مطارا السعلة وخلخلة»، إضافة الى «تمركز 3 آلاف عنصر في منطقة أزرع الواقعة وسط ريف درعا على بعد 35 كليومتراً من الأردن». ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام شنت في اليوم الأول للسنة الخامسة للثورة نحو مئتي غارة، لافتاً الى ان «20 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح مئة بينهم أطفال ومواطنات، جراء تنفيذ مقاتلات النظام أربع غارات على مدينة دوما شرق دمشق».