تواصلت المواجهات في جنوب سورية أمس بعد هجوم ضخم لقوات النظام وميليشيات متحالفة معها بقيادة «حزب الله» اللبناني في مثلث التقاء محافظات ريف دمشقوالقنيطرة ودرعا. ولوحظ أن المعارضة السورية صعّدت في الساعات الماضية هجومها على الدور الإيراني الداعم للنظام، واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» أن «النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة هي حزب الله السوري»، في أول اتهام من نوعه. (للمزيد). وسجّلت محافظة دمشق وريفها أيضاً سخونة في المواجهات، إذ أفيد بأن قوات النظام فجّرت نفقاً تحت برج المعلمين في حي جوبر شرق دمشق، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منه، فيما قصفت فصائل المعارضة مطار دمشق الدولي بقذائف «هاون». وأفيد أمس بأن طائرات إماراتية متمركزة في الأردن شاركت خلال الساعات الماضية في ضربات على مواقع لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور في شرق سورية، علماً أن الطائرات الأردنية تساهم في ضربات شبه يومية لمواقع التنظيم في سورية والعراق منذ إقدام «داعش» على حرق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة حياً الشهر الماضي في محافظة الرقة السورية. وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» في بيان أمس، أن «الحملة الشرسة التي يقودها الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي تستمر ضد الثوار في محافظة درعا منذ 14 يوماً، من دون أن تحقق أي تقدم على كل الجبهات». ونقل البيان عن ممثل «هيئة الأركان» في «الائتلاف» أحمد الجباوي قوله من حوران في جنوب سورية «إن قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري) والشخصية العسكرية الأولى في ميليشيا حزب الله... مصطفى بدرالدين هما من يقود المعركة الآن، وتتركز الحملة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة». وأشار الجباوي إلى أن «الثوار تمكنوا من أسر العديد من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري وحزب الله»، مكرراً معلومات روّجت لها المعارضة على مدى الأيام الماضية. كما نقل البيان عن عضو الهيئة السياسية النائب السابق لرئيس «الائتلاف» محمد قداح، أن «إيران باتت تحتل جزءاً من الأراضي السورية، ولديها آلاف من (عناصر) القوات العسكرية المنتشرة على الجبهات»، معتبراً أن ذلك يمثّل «اعتداء صارخاً على الأراضي السورية وانتهاكاً للقانون الدولي». وذكر أن «المعركة ليست حملة عسكرية تهدف إلى القتل والتدمير فحسب (...) وإنما تعمل إيران اليوم ومن خلفها ميليشيا حزب الله على إنتاج منطقة جغرافية أقرب للجنوب اللبناني من حيث التركيبة الطائفية والحزبية المسلحة بشعار المقاومة». وتابع قداح أن «النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة هي «حزب الله السوري» لما للمنطقة من أهمية حدودية مع الأراضي السورية في الجولان المحتل».