أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن قواته أنقذت الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش من «التصفية»، بعدما ساعدته على الفرار إلى بلاده إثر الاحتجاجات المناهضة له في كييف. تصريح بوتين ورد في فيلم وثائقي بثّه التلفزيون الروسي أمس، في الذكرى السنوية الأولى لضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، بعد استفتاء نُظم في 16 آذار (مارس) 2014 صوّت فيه سكان القرم على ضمهم إلى روسيا، لكن الغرب اعتبره «غير شرعي»، فيما تعهد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن بلاده «لن تتخلى إطلاقاً عن حقوقها السيادية على القرم»، مؤكداً أنها «ستدافع بكل الوسائل عن حقوق الناس هناك». ونُظّم الاستفتاء بعد سقوط يانوكوفيتش في 22 شباط (فبراير) 2014، وفراره إلى روسيا إثر احتجاجات ضخمة على تراجعه عن إبرام اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي، لمصلحة التقارب مع موسكو. واعتبر بوتين أن إنقاذ حياة يانوكوفيتش وعائلته كان «عملاً صالحاً»، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن الروسية حاولت البقاء على اتصال مع الرئيس الأوكراني السابق، بعد خروجه من كييف، قبل أن «تدخله الأراضي الروسية». وزاد: «تلقينا معلومات بوجود خطط لتصفيته جسدياً، لا اعتقاله فحسب، ممّن نفّذوا الانقلاب». وإذ تُنظَّم احتفالات في ذكرى ضم القرم، قال رئيس برلمان شبه الجزيرة فلاديمير قسطنطينوف: «مع روسيا الكبرى نبني قرماً جديدة». وأضاف: «لن يثني شعب القرم عن خيارهم، لا عقوبات ولا تهديد ولا ابتزاز أو كذب من الأعداء. القرم الروسية ستكون مكتفية ذاتياً ومزدهرة». وتابع: «فيما تقوم الطغمة الدموية في أوكرانيا، مدعومة من العرابين الأميركيين والأوروبيين، بتصفية مواطنيها، يعيش سكان القرم في سلام ووئام وسط عائلة روسيا المتعددة القومية». إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن بوروشينكو وجوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي دعوا خلال اتصال هاتفي، روسيا والانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا إلى تنفيذ اتفاقات مينسك لوقف النار. وسيناقش قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل هذا الأسبوع، العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها القرم ودعمها انفصاليّي أوكرانيا. وقال مسؤولان أن المانيا ودولاً أخرى تريد من زعماء الاتحاد تبنّي «إعلان سياسي يربط العقوبات بتنفيذ (اتفاقات) مينسك». في غضون ذلك، زار أطباء أوكرانيون الطيارة الأوكرانية ناديا سافتشنكو المسجونة في موسكو، للمرة الأولى منذ أسرها قبل 9 أشهر. وسافتشنكو (33 سنة)، وهي نائب، أوقفت إضراباً عن الطعام دام 80 يوماً، أدى إلى تدهور وضعها الصحي، وتتهمها موسكو بالتورط بمقتل صحافيَّين روسيين خلال هجوم للجيش الأوكراني قرب لوغانسك شرق أوكرانيا. لكنها ترفض الاتهامات مؤكدة أنها خُطِفت واقتيدت إلى روسيا بالقوة.