واصلت القوات السعودية قصفها العسكري صباح أمس مواقع المسلحين على الجبال الحدودية، واستخدمت المدفعية الأرضية، فيما شن الطيران غارات على مواقع مختلفة في جبال دخان والدود ورميح لصد المحاولات المستمرة من المتمردين الحوثيين للدخول إلى الأراضي السعودية عبر الجبال. وتمكنت القوات السعودية من أسر عدد من المسلحين بعد نفاد ذخيرتهم، في الوقت الذي نصبت فيه الأجهزة الأمنية كميناً بالقرب من الشريط الحدودي لعصابة من المسلحين، أسفر عن ضبط كميات ضخمة من الذخيرة، بعد فرار المسلحين إلى الجانب الحدودي اليمني. وأوضحت مصادر ل«الحياة» أن الجيش السعودي نجح في صد المتسللين المسلحين وتمكن من ردعهم، وذلك عن طريق تكثيف القصف الأرضي والجوي على الطرق التي يحاولون التسلل من خلالها. وقالت المصادر إن الجيش السعودي تمركز في المنطقة العسكرية التي أغلقت قبل نحو أسبوعين، وسميت ب«المنطقة المحظورة»، وتضم بلدة الخوبة وقرى أخرى محيطة بها. وكانت السلطات السعودية أخلت منذ بداية المواجهات مع المتسللين المسلحين قبل 20 يوماً 240 قرية على الشريط الحدودي، لمراقبة المسلحين الذين يحاولون التسلل، وهي استراتيجة آتت أكلها، إذ تمكنت القوات السعودية من تضييق الخناق على المسلحين، ووجهت لهم ضربات ناجحة تسببت بخسائر فادحة في صفوفهم. وأضافت: «شوهد الطيران الجوي يحلّق عصر أمس لمراقبة المنطقة، وخلوها من أي عملية تسلل لمسلحين أو غيرهم ممن يحاولون الدخول بطرق غير شرعية». في السياق ذاته، شيع المئات في منطقة جازان أمس الشهيد الجندي أول عوض الشهراني (28 عاماً) الذي قضى في مواجهات مع المسلحين أول من أمس. من جهة أخرى، كشف الناطق باسم قطاع المجاهدين في منطقة جازان خالد بن قزيز ل«الحياة» أمس أن دوريات من المجاهدين رصدت متسللين مسلحين، عبروا الشريط الحدودي في طريقهم إلى جبل «ثهران» في محافظة الداير، يحملون كميات كبيرة من الذخيرة على ظهور الحمير. وقال ابن قزيز إن رجال المجاهدين نصبوا كميناً للمسلحين، وحصل تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، أسفر عن فرار المسلحين مخلفين وراءهم الذخيرة، التي تمت مصادرتها، وتبين أن الكمية المضبوطة تتجاوز 66 ألف رصاصة متنوعة لأسلحة مختلفة كانت بحوزتهم. وأضاف: أن «الطبيعة الجغرافية للمنطقة وظلام الليل، ساعدا المسلحين على الهروب كونهم قريبين من الشريط الحدودي من داخل الأراضي السعودية»، مشيراً إلى أن «المواجهة لم تسفر عن إصابات في صفوف وحداتنا». وكان مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة دحض منتصف ليل أول من أمس ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية عن وجود زحف عسكري سعودي كثيف من جميع المحاور باتجاه اليمن. ووصف المصدر ما تم تناوله من أنباء ب«الأكذوبة»، معتبراً أنها «من التلفيقات الإعلامية المعتادة، والتي تتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي، كما أنها صيغت كي تخدم أطرافاً معادية للسعودية واليمن على حد سواء. وأوضح المصدر بأن التوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة كافة الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة وصريحة، وهي طرد المتسللين المعتدين عن كل شبر في المناطق التي دنسوها في بلادنا من دون المساس أو التعدي على أراضي الجمهورية اليمنية بمتر واحد، «والأشقاء في الجمهورية اليمنية يعلمون ذلك جيداً، وهذا ما تحرص وتؤكد عليه قيادتنا في هذه البلاد الطاهرة بعدم التعدي على أراضي الغير، لا سيما وأن أمن وسيادة اليمن جزء لا يتجزأ من أمن وسيادة السعودية وغيرها من الدول العربية، لذا فإننا نهيب بوسائل الإعلام كافة التثبت مما يتناقلونه من أخبار وتقارير حرصاً على مصداقيتهم ونقل الحقيقة والواقع كما هو». من جهة أخرى، سُجلت أول حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير في مخيم الإيواء في محافظة أحد المسارحة، بعد الاشتباه في ثلاث حالات، اتضح في ما بعد سلامة حالتين، في حين حولت الحالة الثالثة إلى المستشفى العام في المحافظة. المدفعية «تقصف» والطيران «يُغِير» على مواقع المتمردين... وأسر مسلحين الشهيد عوض ألغى زواجه المقرر في «العيد» تلبية لنداء الواجب مخيم الإيواء: تسجيل أول إصابة ب «أنفلونزا الخنازير» اتهامات باستغلال ظروف النازحين ل «بخس» أسعار ماشيتهم