تشهد الساحة السعودية حراكاً اجتماعياً وتنموياً ضخماً، طاول نواحي أخرى من الحياة، فكان «القضاء» بوصفه البوابة الأبرز للإنصاف والانتصاف ورد المظالم، أحد محاور النهضة الجديدة التي تنشدها المملكة. وفي وقت يكثر فيه الترافع أمام العدالة بحثاً عن الحقوق، يأتي دور الإعلام في توعية الجمهور بأساليب التقاضي وأدواته، عبر إبراز النماذج الحية لقضايا نَظَرَ فيها قضاة البلاد من نواحي المملكة. و«الحياة» بدورها ترحّب بما يندرج في هذا السياق، من جانب المهتمين، والمترافعين: لدي أنا أحمد بن عبدالله الجعفري قاضي المحكمة العامة في محافظة رأس تنورة في هذا اليوم الاثنين 1-2-1428ه افتتحت الجلسة وقد حضر...... سعودي بالسجل...... وحضر لحضوره المدعى عليه...... سعودي بالسجل...... بصفته الوكيل الشرعي عن...... بالوكالة الصادرة من كاتب عدل رأس تنورة برقم 46 في 19-12-1427ه جلد 982، وادعى الأول قائلاً: لقد تم عقد نكاحي بابنة الحاضر معي وموكلته...... بتاريخ 4-5-1427ه بولاية والدها على مهر مسمى وقدره أربعون ألف ريال، وتم حفل زفافها بتاريخ 19-6-1427ه، وبعد خلوتي بها رفضت تمكيني منها وكانت تقول لي إنني أكرهك ومكثت عندي قرابة شهرين لم أتمكن من الدخول بها، ثم حضر والدها وقام بأخذها وقال لي: إن البنت بها عين ونريد أن نقرأ عليها ومكثت عنده أسبوعاً تقريباً ثم رجعت وكانت تسيء عشرتي وطلبت مني أن أطلقها ومكثنا عدة أيام. وفي 21 رمضان ذهبت إلى بيت أهلها بطلب من أخي وأنا أطلب فسخ النكاح وإعادة المهر المسمى والشبكة، وهي عبارة عن طقم ذهب والهدايا التي أعطيت لها بعد العقد وهي عبارة عن ساعتين وخاتم فضة، وذلك لكونها تمتنع عني وتسيء عشرتي. كما أنها مريضة بفقر الدم وبها آثار عملية سابقة في ظهرها ولم أكن أعلم بذلك قبل العقد هذه دعواي. وبعرضها على المدعى عليه وكالة أجاب قائلاً: ما ذكره المدعي في دعواه من عقد النكاح وتاريخه والمهر صحيح، وأما امتناعها منه فلا علم لي به، وأما ما ذكر من إساءتها عشرته وقولها له أكرهك فصحيح وسبب ذلك أنها أصيبت بعين ليلة زواجها، مما أدى إلى تأثر حالتها النفسية تجاهه وتجاهنا أيضاً، وقد ذهبت بها إلى بعض القراء وأكدوا أنها مصابة بعين، وبعد القراءة عليها تحسنت حالتها شيئاً ما، ولكن بقيت آثار منها: اعتزالها عن الجميع وإصابتها بضيقة نفسية، وما ذكره من ذهابها إلى بيتي منذ 21 رمضان صحيح، وكان ذلك باتصال من شقيقه... وبأسلوب غير مناسب وما ذكره من الهدايا وطقم الشبكة صحيح. وأما ما ذكره من فقر الدم فقد جاءها بعد الزواج وأخذت علاجاً عنه وشفيت، وأما إجراء عملية لها في ظهرها فصحيح وتركت أثراً بطول (10 سم) تقريباً ولم نخبر عنه المدعي، وأما ما ذكره من طلب فسخ النكاح وإعادة المهر والشبكة والهدايا فموكلتي لا توافق على ذلك لأن شقيقه طردها من المنزل، هكذا أجاب. وبعرض ذلك على المدعي قال: إن أخي لم يطردها وإنما اتصل على شقيقها وطلب منه أن يأتي لأخذ أخته ولم أقم أنا بذلك، لأنها كانت تطلب مني ألا أتصل بأهلها. وفي جلسة أخرى حضر...... سعودي السجل...... بصفته الوكيل الشرعي عن...... بموجب الوكالة الصادرة من كتابة عدل الخبر الثانية برقم 33114 في 17-12-1427ه جلد 1278 ولم تحضر المدعى عليها. وبعرض الإجابة على المدعي طلب فسخ النكاح وإعادة المهر والشبكة بسبب امتناع المدعى عليها منه وإساءتها عشرته وإصابتها بفقر الدم وأن بها آثار عملية سابقة في ظهرها بطول (10 سم) تقريباً. وحيث إن هذه الأسباب المتقدمة لا تعد من العيوب المجيزة لفسخ النكاح فامتناعها منه وإساءتها عشرته تعد من النشوز الموضح طريقة التعامل معها في الآية الكريمة، وفقر الدم ووجود آثار عملية سابقة بالقدر المذكور لا توجب نفرة ولا تمنع حصول مقصود النكاح وكمال الاستمتاع. عليه فقد صرفت النظر عن دعوى المدعي وبذلك حكمت، وبعرض ذلك على المدعي وكالة قرر عدم القناعة فجرى إفهامه بمراجعة المحكمة يوم الأربعاء 16-3-1428ه لاستلام نسخة الحكم، وأن له مهلة ثلاثين يوماً للاعتراض عليه، وسيتم إبلاغ المدعى عليها بالحكم، وللبيان حرر في 6-3-1428ه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. الحمد لله وحده وبعد ففي هذا اليوم الأربعاء 9-3-1428ه حضر المدعي أصالة واستلم نسخة الحكم وأفهم بمهلة الاعتراض وأنها تبدأ من اليوم وللبيان حرر في 9-3-1428ه. الحمد لله وحده وبعد، ففي هذا اليوم الاثنين 6-4-1428ه حضر المدعي أصالة وقدم لائحة اعتراضية من ثلاث صفحات فجرى سؤاله عن الوقت الذي يدعي أن المدعى عليها أصيبت بالعين فيه فقال: أصيبت بالعين ليلة دخولي بها، أما من حين العقد الى ليلة الدخول لم ألاحظ عليها شيئاً، كما جرى سؤاله عما أورده في اللائحة في الصفحة الأخيرة بخصوص العملية الباقي أثرها وأنها تعني عدم قدرتها على أداء واجباتها الزوجية وهل هذا الأثر يمنعها من أداء واجباتها الزوجية، قال: كانت تمتنع من أداء واجباتها الزوجية ولا أعلم سبب ذلك بالضبط، وبسؤاله ألا يوجد به آثار عملية سابقة قال: يوجد بي آثار عملية استئصال دودة زائدة بطول عشرة سم تقريباً فسألته هل أخبر بها زوجته قبل العقد فقال: لا. عليه فلم يظهر لي ما يؤثر على ما حكمت به وسيتم رفع المعاملة لمحكمة التمييز وللبيان، حرر في 6-4-1428ه. - صدق الحكم من محكمة التمييز بالقرار رقم 543/ش/أ وتاريخ 9-5-1428ه.