أعلن محمد بزوم، وزير الدولة في النيجر، أن جماعة «بوكو حرام» الإسلامية النيجيرية لم تعد قادرة على الاستيلاء على مدن في جنوب شرقي البلاد المحاذي للحدود مع نيجيريا، بعدما تلقى عناصرها ضربة في العمليات العسكرية التي أطلقت منذ شهرين. وقال بزوم، وزير الخارجية السابق القريب من رئيس النيجر محمدو يوسفو، خلال زيارة لأبيدجان: «الوضع تحت السيطرة تماماً. لم تعد تستطيع بوكو حرام الاستيلاء على أي مدينة في محيط بحيرة تشاد، كما أن أخطار حصول اعتداءات باتت منخفضة جداً، وبالتالي تسود مشاعر الطمأنينة التامة مع فكرة أن بوكو حرام باتت من الماضي، ما يزيل حال الهلع الذي واكب هجمات المتمردين منذ مطلع شباط (فبراير) الماضي». ويهاجم آلاف الجنود من النيجروتشاد منذ أسبوع معقل المتمردين شمال شرقي نيجيريا المحاذي للحدود مع النيجر، حيث لم يسجل أي هجوم للجماعة المسلحة النيجيرية في الأسبوعين الأخيرين. وأعلنت شرطة النيجر الثلثاء الماضي مقتل 24 عنصر أمن و513 عنصراً من «بوكو حرام» بين 6 شباط، اليوم الأول من هجوم للمتمردين في النيجر و8 الشهر الجاري، يوم بدء الهجوم على الإسلاميين في نيجيريا. والأرقام التي تنشرها دول نيجيرياوتشادوالكاميرونوالنيجر التي تحارب «بوكو حرام» تكشف غالباً خسائر فادحة في صفوف الإسلاميين، من دون أن يتسنى التحقق من الخسائر البشرية من مصادر أخرى. وحتى الآن لم يعرف مدى تقدم قوات تشاد والنيجير في نيجيريا. وأفاد مصدر أمني تشادي بأن الجيشين استعادا قبل أسبوع مدينة دمساك شمال شرقي نيجيريا، والتي كانت سيطرت عليها «بوكو حرام» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. على صعيد آخر، كشف مسؤولون أميركيون أن الإدارة تحد من مساعداتها الاستخباراتية والعسكرية لنيجيريا لاستهداف متشددي «بوكو حرام»، بسبب القلق من سجل سلطات البلاد في مجال حقوق الإنسان. وقال أحدهم: «قد تستغل نيجيريا هذه المعلومات لاستهداف الأشخاص الخطأ. وهذا القلق عرقل أيضاً قدرة الولاياتالمتحدة على مساعدة قوات الأمن في دول الكاميرونوتشادوالنيجر المجاورة لنيجيريا. وكان الأميرال غابريل اوكوي، قائد استخبارات الدفاع النيجيرية قال في كلمة أمام منتدى مجلس الأطلسي في واشنطن الأسبوع الماضي، إن «الولاياتالمتحدة لا تفعل ما يكفي لتبادل معلومات الاستخبارات»، مشيراً إلى أن «قانون ليهي الذي يحظر على الولاياتالمتحدة توفير تدريب أو عتاد لقوات أجنبية ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان حدّ من المساعدات الأميركية للقوات النيجيرية». وتتهم منظمة «هيومان رايتس ووتش» سلطات نيجيريا بتجاهل العنف في وسط أراضيها، والذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى منذ العام 2010، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. خطف وقتل على صعيد آخر، خطف مسلّحون ثلاثة عمال صينيين وقتلوا شرطياً في وسط نيجيريا. وأوضح مسؤول في الشرطة طلب عدم كشف هويته، أن «مسلّحين دخلوا مقلعاً في نواحي لوكوجا كبرى مدن ولاية كوجي، وأطلقوا النار على الشرطي الذي يحرس المنشأة فأردوه وجرحوا آخر، وفروا مشياً واقتادوا رهائنهم عبر الأدغال. وتتولى الشرطة مطاردتهم». وشهدت ولاية كوجي حالات خطف لأجانب في الأشهر الأخيرة، منهم صينيان آخران في الولاية ذاتها. وأفرج في 7 الجاري عن أميركية كان خطفها مسلحون مقنعون في وسط نيجيريا خلال شباط (فبراير) الماضي. وتتكرر عمليات الخطف في منطقة دلتا النيجر على وجه الخصوص، وهي منطقة غنية بالنفط ويعمل فيها عدد من الأجانب. كما يتعرّض الأجانب للخطف في شمال البلاد، لكن هذه العمليات التي تتبنّاها مجموعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرّفة أو مجموعة «أنصار» الإسلامية، تشكّل ظاهرة مختلفة وليست الفديات بالضرورة دافعها الأساسي.