تستعد الحكومة التركية «لقلب الطاولة» على أوروبا في السجال المستمر بينهما حول المسؤولية عن انضمام المزيد من الأجانب والأوروبيين تحديداً إلى تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» في سورية، بعد إعلانها القبض على «جاسوس» سوري يدّعي أنه يعمل لمصلحة الاستخبارات الكندية ساعد في وصول الفتيات البريطانيات الثلاث إلى سورية وانضمامهن إلى «داعش» الشهر الماضي. وكان وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو قد أعلن اعتقال رجل يعمل في تجنيد الأوروبيين لمصلحة «داعش» وأنه جاسوس يعمل لمصلحة «دولة من دول التحالف ضد داعش وليست أوروبية أو أميركا»، تاركاً هالة من الغموض على الموضوع أمام الصحافيين. لكنه شدد على «أن أيادي غريبة تقف وراء تنظيم داعش وأن الاتهامات الغربية لتركيا في هذا الشأن لا أصل لها وسيثبت ذلك قريباً». وفي هذا الإطار نشرت قناة «اي تي في» التركية الموالية للحكومة صور فيديو للجاسوس مع الفتيات الثلاث حين استقبلهم في غازي عنتاب قرب الحدود السورية. ويظهر هذا الشخص وهو يقول إن الفتيات ستبيت الليلة في سورية وهو سيعود إلى أورفا. وقالت القناة إن هذا الفيديو وجد بحوزة «الجاسوس» الذي يخضع للتحقيق ويقول إنه يعمل لحساب الحكومة الكندية واعترف يتجنيد العديد من الأجانب للانضمام إلى «داعش» وتسهيل مهمة وصولهم إلى سورية عبر تركيا وتزويد القادمين بجوازات سفر سورية مزورة. وأضافت القناة نقلاً عن مصادر حكومية أن الحكومة الكندية نفت تماماً أي علاقة لها بالجاسوس، فيما تبقى العديد من الأسئلة دون إجابة مثل مصدر الجوازات السورية المزورة، وخلفية هذا الرجل الذي أثبت الأمن التركي أنه دخل سورية أكثر من 33 مرة خلال العام الماضي. كما نقلت القناة عن مصادر حكومية أن أنقرة «تشكك في دور الغرب في تجنيد المزيد من جنود داعش بل أنها تشك بأن المدعو «جون» الإنكليزي الذي أعدم كثيرين أمام عدسات الكاميرات ما هو إلا جاسوس بريطاني». وكان الخلاف قد احتدم بين أنقرة ولندن حول ملف وصول آلاف الأجانب إلى سورية عبر تركيا وانضمامهم إلى «داعش»، فبينما اتهمت دول غربية أنقرة بغض البصر عن آلاف تسللوا إلى سورية والإصرار على بقاء الحدود مفتوحة أمام الأجانب للعبور إلى سورية عبر معابر لا تسيطر عليها الحكومة السورية، فإن أنقرة تتهم أوروبا وخصوصاً بريطانيا بعدم التعاون الاستخباراتي معها وتصدير المتطرفين إلى سورية للتخلص منهم. ولم تكشف الحكومة التركية عن تفاصيل أخرى حول هذا «الجاسوس» المقبوض عليه ولم تقدم أي دليل على انتمائه إلى جهاز مخابرات أجنبي كما يدعي هو، ولم تكشف أنقرة أيضاً عن خلفية أو هوية هذا الشخص المقيم في أورفا منذ سنوات دون أن يثير انتباه أو حفيظة الأمن أو المخابرات التركية. وفي أوتاوا، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر رسمي كندي نفيه أن السوري الموقوف في تركيا يحمل الجنسية الكندية، وقال إنه «ليس مواطناً كندياً» ولا «موظفاً في جهاز الاستخبارات الخارجية».