منذ فترة والصحافة التركية والغربية تنتقد تركيا وتتهمها بدعم الإرهاب، غالبية المجاهدين في صفوف داعش وجبهة النصرة، كان طريقهم اسطنبول وغازي عنتاب، كان الدخول والخروج آمناً، وكانت أنقرة تستضيف اللاجئين السوريين، وتستضيف الجرحى من مختلف المناطق السورية، غالبية من يدعمون الثورة السورية كان التنسيق يتم في اسطنبول، حتى اجتماعات الائتلاف الوطني السوري كانت في اسطنبول ، وكانت السياسة الخارجية التركية أكثر حماسة في إضعاف قوة الأسد، لا بل إن رئيس الوزراء التركي رئيس الجمهورية الحالي أردوغان، مارس التهديد والتلويح بالتهديد للأسد، وظلت على الدوام اسطنبول مقراً للتنسيق بين الإخوان المسلمين، والداخل السوري. الصحافة التركية باختلافها كانت تشكك بوجود اتصالات تركية مع المعارضة السورية في الداخل، وأشارت إلى وجود اتصالات تنسيقية سمحت بإبقاء المنافذ التركية مفتوحة، للدخول والخروج، وهذا يتطلب درجة معينة من التنسيق، حيث لم تشهد أنقرة أية عمليات أو إثارة للفوضى، بالقرب من الحدود السورية ، سوى أمرين ملتبسين، الأول إسقاط الطائرة التركية في المياه الدولية بعد تجاوزها للحدود السورية، والأمر الآخر تفجير أحد الباصات في انطاكية في فترة كان يقوم أردوغان بزيارة انتخابية لهذه المنطقة، إلا أن جميع المعلومات كانت تؤكد تفجير الباص كان مشكوكا فيه ولأغراض دعائية انتخابية. صحيفة طرف التركية، قالت: إن ثمانية من قيادات داعش أصيبوا مؤخراً خلال القصف الأمريكي، نقلوا إلى اورفا جنوبتركيا لعلاجهم في مستشفى خاص، وإن الحكومة أمنت مرورهم، لا بل وعلاجهم على نفقتها الخاصة، وقالت الصحيفة ذاتها أيضا بأنه وفي 9/9/2014 زودت أنقرة داعش بالذخيرة، حيث قبض على هذه الأسلحة في مقرات داعش، فيما تخشى حكومة أردوغان من أن يطرح الرأي العام التركي تساؤلات حول أسباب الدعم العسكري، وهل هو جزء مهم للحفاظ على الأمن القومي التركي، حيث أكدت صحيفة ايدلينك بأن أنقرة زودت داعش بالسلاح الذي جرى استخدامه حينما اقتحمت داعش القنصلية التركية في الموصل. وعلى الرغم من التكتم التركي على غض الطرف التركي عن نشاط داعش الاتصالي والتجنيدي والتعبوي واللوجستي في اسطنبول وغيرها من المدن التركية القريبة من سوريا، فقد كشفت مؤسسة ايدام البحثية التركية مؤخراً عن أن تنظيم داعش، يجمع تبرعات مالية لمقاتلية عبر هذه المدن، وأن أحد رجال الأعمال الأتراك دعم داعش ب 150 ألف دولار، فيما كشفت استطلاعات الرأي داخل أوساط مؤيدي حزب العدالة والتنمية التركي ، بأن 15.5% منهم لا يعتبرون داعش منظمة إرهابية، أي أن تنظيم الدولة له حضوره في أوساط العدالة والتنمية الحاكم. أنقرة تنأى بنفسها أنقرة تحاول أن تنأى بنفسها شكلاً عما يجري في المنطقة، وبخاصة عندما تعلق الأمر بمحاربة تنظيم داعش، وبررت موقفها هذا بسبب وجود 49 دبلوماسياً في عهدة داعش، تم اعتقالهم عقب دخول داعش الموصل، بينما يؤكد التلفزيون الألماني بأن تنظيم داعش له مكتب شبه رسمي في اسطنبول يدير من خلاله اتصالاته بالعالم الخارجي، ويشرف على عمليات الإمداد والتجنيد، وهذا الأمر يتم بموافقة ومباركة المخابرات التركية. في 5/9/2014 أوضح الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأن تعاون تركيا مطلوب ويتعلق بالخدمات العسكرية والاستخباراتية الخاصة بالتعامل مع المقاتلين الأجانب ، فأنقرة لديها خريطة كاملة لهذه العناصر، ولديها قدرة على الاتصال، مثلما لديها القدرة على محاصرة مرور المقاتلين الى داعش، بل هي تغض الطرف عنهم، بينما تشير المعلومات إلى أن هناك 1500 تركي تطوعوا للعمل مع تنظيم داعش. وفي 11/9/2014 كان لافتا للانتباه رفض تركيا التوقيع على بيان جدة، واضطرت أنقرة لنفي استخدام الامريكان لقاعدة انجيرلك الجوية، بينما يؤكد سياسيون عراقيون أن القصف الامريكي منذ دخول داعش الموصل يتم عبر الحدود مع تركيا، لا بل ان تدريبات قياديي داعش تمت قريبا من تلك القاعدة. دعم سري وتدور كثير من التحليلات التى تؤكد ان انقرة وافقت سرا على دعم الجهد الدولي ضد الارهاب، غير انها الخاسر الرئيس من هذه الحرب، فقد أكد وزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي، أن أنقرة تستحوذ على مبيعات النفط السوري وبعض شحنات النفط العراقي عبر داعش، وبسعر لا يزيد عن 30 دولاراً للبرميل، في حين قدرت عائدات داعش النفطية شهرياً ما بين 70 إلى 150 مليون دولار. وتشير المعلومات إلى أن الرئيس التركي أردوغان أثناء اجتماعات مؤتمر حلف الأطلسي التي عقدت في ويلز مؤخراً عارض تقديم أسلحة إلى الحكومة العراقية، وإلى قوات البشمرجة التركية، مبرراً بأن هذا سينظر إليه بأنه دعم لإحدى الطوائف على حساب الأخرى، ما سوف يشجع على العنف والتطرف وعدم الاستقرار. فكرة العثمانية التركية هذه التبريرات تأتي في إطار فكرة العثمانية التركية، وهي جزء من مطامع تركية في محافظة الموصل العراقية الغنية بالنفط، حيث رفض الامريكان تخرصات تركية طالبت بوضع اليد التركية على الموصل، وعندما لم يجد الأتراك أذناً صاغية بهذا الموضوع، رفضوا الانخراط في الجهد الدولي لمحاربة الإرهاب، لا بل ودفعوا وعبر علاقاتهم، داعش لتهديد أنقرة، وأن داعش على استعداد لتخريب الموسم السياحي التركي، بينما نقل على لسان أحد أعضاء البرلمان التركي من حزب السلام الكردي بأن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلوا قد أسر لبعض الأصدقاء، بأن تركيا تتحفز لما يجري حولها من إعادة بناء لسايكس بيكو الجديدة، وأن تركيا لن تنتظر، وأضاف، أن اوغلوا قال: إذا قسم العراق حتماً سيحصل التركمان على خط يربط بينهم وتركيا يعبر من طوز خورماتو وكركوك وتلعفر ومناطق من الموصل، لا بل يرى اوغلو، وفقاً لذلك المصدر بأن داعش في قبضتنا، وأن الحاجة السياسية لها مرتبطة بالمصالح التركية، فدولة الخلافة ستؤول في النهاية لخدمة الخلافة العثمانية، وما التواصل بين دولة الخلافة وتنظيم القاعدة في اليمن إلا جزء من الترتيبات السياسية التي تجري في المنطقة، فقد انفتح الأتراك كثيراً على إخوان اليمن، وهناك اتهامات سابقة لهم بتزويد الإخوان بالسلاح. تركيا تشعر بالحرج، فهي متهمة بعلاقتها مع داعش، وهي جزء من حلف الناتو، ويترتب عليها الموافقة على خططه الاستراتيجية، ولها 49 دبلوماسياً معتقلاً لدى داعش، وهي المخرج المناسب الذي وجده الأتراك لعدم التوقيع على بيان جدة، ومعارضتهم استخدام أراضيهم للدخول إلى العراق، فقد أكد مسؤول أمريكي بأن الكل يدرك الوضع الخاص لتركيا ، إلا أنه أشار إلى أن تركيا ستتعاون استخباراتياً ولوجستياً، وستكون ملزمة بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه قادة 28 دولة الأعضاء في الناتو والمتعلق باستراتيجية تجفيف الموارد المالية لداعش، ووقف تدفق المتشددين الأجانب، الذين يعبرون تركيا إلى سوريا للانضمام إلى داعش. أردوغان: وقاحة الرئيس التركي أردوغان، وفي كلمة ألقاها أمام اتحاد الحرفيين والصناع الأتراك، حاول نفي تهمة تعاون تركيا وعلاقتها مع تنظيم داعش، مؤكداً بأن هذه الأقوال ما هي إلا وقاحة وسفاهة، رافضاً اتهام تركيا باستيراد النفط من المناطق التي تسيطر عليها داعش، في وقت تؤكد صحيفة نيويورك تايمس أن هناك علامات تعجب كبيرة حول السلوك التركي وعلاقته مع داعش، مشيرة إلى أن مسؤولين أتراكاً حققوا مكاسب مالية كبيرة من بيع داعش للنفط في السوق السوداء ، وقدرت الصحيفة مبيعات داعش حوالي 40 ألف برميل يومياً ما يعادل مليونا و200 ألف دولار أمريكي. وحاول أردوغان تبرير الموقف التركي، وبخاصة للرأي العام الذي بدأ ينتقد ويستفسر عن أسباب غياب تركيا عن جهد دولي لمكافحة الإرهاب، وهو إرهاب موجود قريب من حدودها، وقد يؤثر على أمنها واستقرارها، فقد قال أردوغان: إن الموقف التركي يتسم بحساسية شديدة بسبب المواطنين الأتراك المحتجزين لدى داعش ، وإننا نتحدث بمسؤولية نراعي فيها وضعهم، داعياً الرأي العام التركي والقوى السياسية التركية التحلي بذات المسؤولية. ترى هل يكفي الخداع السياسي بعض الحيل للتجاوز عن الواقع؟ وما يؤكد عليه طيلة السنوات السابقة حيث فتحت تركيا أبوابها لاستقبال المقاتلين الأجانب للدخول إلى سورياوالعراق، وكيف كانت النداءات تطالب تركيا بتضييق الخناق عليهم؟، إلا أن انخراط تركيا في عملية إنهاء وإنهاك النظام السوري، وخدمة مصالحها الأمنية والاقتصادية، جعلها تغض الطرف عن هذه المناشط التي أصبحت تهدد الأمن الإقليمي، ومنها الأمن التركي أيضاً.