أعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس أنها استدعت السفير السعودي لدى السويد، إثر تصريحات مسيئة إلى المملكة، أدلت بها وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم أخيراً. وأعلنت الحكومة في استوكهولم الليلة قبل الماضية، أنها قررت عدم تجديد اتفاق للتعاون العسكري مع السعودية. وأثار القرار السويدي غضب الشركات السويدية وخلافات داخل الائتلاف الحاكم نفسه. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أمس، أن «المملكة تعتبر هذه التصريحات تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، لا تجيزه المواثيق الدولية ولا الأعراف الديبلوماسية، ولا ينسجم مع العلاقات الودية بين الدول، فقامت المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيرها لدى السويد». وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السويدية إريك بومان قال الأسبوع الماضي، إن السعودية أعاقت خططاً لإلقاء الوزيرة والستروم كلمة أمام وزراء الخارجية العرب، الذين كانوا في اجتماع في القاهرة الإثنين الماضي. وأشار المتحدث إلى أن الموقف السعودي جاء احتجاجاً على انتقادات الحكومة السويدية أخيراً سجلّ الرياض في مجال حقوق الإنسان. وتسعى حكومة السويد، التي يتزعمها الحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلى زيادة دورها في الساحة الدولية بالتركيز على ملف حقوق الإنسان، كما قررت الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية من دون التشاور رسمياً مع حلفائها، وذلك بعد توليها الحكم مباشرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأعرب مسؤولو الشركات السويدية عن غضبهم من قرار حكومة رئيس الوزراء ستيفان لوفن، باعتبار أن عدم تجديد العمل باتفاق التعاون مع السعودية سيلحق بها خسائر كبيرة. وأثار القرار الحكومي غضب حلفاء لوفن في الائتلاف الحكومي، الذين اعتبروا أن القرار اتخذ من دون تشاور معهم. وقال لوفن في العاصمة الأوكرانية كييف أمس، إن قرار عدم تجديد اتفاق التعاون مع السعودية اتخذ قبل فترة، «وما حدث في الأيام الأخيرة لم يكن له تأثير حاسم». وكان وزراء خارجية الدول العربية ندّدوا بالإجماع بتصريحات الوزيرة السويدية، التي أدلت بها أمام البرلمان السويدي في شباط (فبراير) الماضي، وانتقدت فيها حكماً قضائياً على مدون سعودي، ووصفت السعودية بأنها «ديكتاتورية». وقال 31 رئيساً تنفيذياً لشركات سويدية غير عسكرية، في رسالة مفتوحة نشرت الجمعة في صحيفة «داغينز نيهيتر»: «إن قرار الحكومة السويدية سيلقي بظلاله على مبادلاتها التجارية مع المملكة». وحذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة غوثبيرغ السويدية أولف بيرلد من أن قرار حكومة بلاده سيؤدي إلى إدخال البلاد في عزلة سياسية دولية.