توقع مسؤول في الشركة الأوروبية لصناعة الطائرات التجارية (آرباص)، أن يشهد العالم «تواجد 91 مدينة طيران كبرى في العالم، تستأثر بنحو 2.2 مليون مسافر يومياً على الرحلات الطويلة من المراكز الرئيسة وإليها وعبرها بحلول عام 2033». وأكد مدير التسويق في «آرباص لمنطقة الشرق الأوسط» بول مولتري في مؤتمر «مستقبل المنافذ والحدود» الذي تستضيفه دبي حالياً، أن مدن الطيران الكبرى هذه «ستستأثر بنسبة 95 في المئة من ركاب الرحلات الطويلة في العالم، الذي سيصل عدد سكانه إلى 9.3 بليون عام 2050». ورجح خبراء خلال المؤتمر الذي افتتحه رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن يمثل ذلك «نمواً ضخماً خلال 10 سنوات، إذ كان عدد مدن الطيران الكبرى في العالم 42 عام 2013، وركاب حركة الرحلات الطويلة عبرها 0.8 يومياً أي 90 في المئة من الحركة». وأشاروا إلى أن المساهمة الاقتصادية لمدن الطيران الكبرى «ستصل إلى 35 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2033، ارتفاعاً من 22 في المئة عام 2013». وأفاد مولتري بأن نتيجة مسح أجرته «آرباص» شمل 10 آلاف شخص حول سفرهم مستقبلاً، أظهرت «رغبتهم في توافر سفر أرخص وأنظف وأمتع». وكشفت بحوث أعدتها «آرباص»، عن أن من شأن كل رحلة جوية في العالم يمكن أن «تستغرق زمناً يقل 13 دقيقة عما هي عليه، توفير نحو 9 ملايين طن من الوقود سنوياً، ما يعادل تجنب إطلاق 28 طناً من غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك توفير 500 مليون ساعة طيران على المسافرين». ومع استمرار الزيادة في أعداد المسافرين في المستقبل، سيحتاج قطاع النقل الجوي إلى تغييرات إضافية، مع الحفاظ على سفر مريح وبكلفة معقولة، وتحقيق هدف صناعة الطيران المتمثل في تقليص انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2050. واعتبر وزير الاقتصاد الإماراتي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني سلطان بن سعيد المنصوري، أن الإمارات «من أبرز المراكز الجوية العالمية التي تخدم صناعة النقل الجوي حول العالم». ولفت إلى أن «بنيتها التحتية المتطورة في مجال الطيران ومطاراتها، أكسبتها مزيداً من الشهرة على صعيد تطويع التكنولوجيا الأكثر تطوراً لتسهيل حركة المسافرين وجعل سفرهم تجربة رائعة». ورأى أن هذه الأهمية «يعكسها العدد المتزايد للمسافرين الذين يستخدمون مطارات الدولة، وأدى ذلك على سبيل المثال إلى احتلال مطار دبي الدولي المرتبة الأولى بالنسبة إلى حركة المسافرين الدوليين عام 2014، إضافة إلى النمو السريع في أعداد المسافرين في مطارات أبو ظبي والشارقة». وتوقعت الهيئة أكثر من 5100 حركة جوية يومية عام 2030، ما يضع الإمارات بين المجالات الجوية الأكثر إشغالاً في العالم. وقال المنصوري «وصل عدد الطائرات المسجلة في الإمارات إلى 762 عام 2014، فيما تنتظر الخطوط الجوية الإماراتية 604 طائرات إضافية حتى عام 2030». وأعلن أحمد بن سعيد، أن «المنافذ الجوية تلعب دوراً رئيساً في تعزيز مستقبل المطارات ورسمها، خصوصاً الرئيسة منها، نظراً إلى تأثيرها في عمليات تدفق حركة المسافرين وخلق انطباعات جيدة لديهم». ويناقش المؤتمر خلال يومين اتجاهات السفر المستقبلية، ودور سلطات مراقبة الحدود والتحديات التي تواجهها في التعامل مع النمو المتزايد في أعداد المسافرين، المتوقع ارتفاعها إلى 4 بلايين مسافر عام 2017، وكيفية تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الحفاظ على الأمن، وتسريع إجراءات السفر وتسهيلها، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة على الحدود البرية والبحرية والجوية».