قال مسؤولون مصريون إن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد للرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماعهما في مصر أمس، أن بلاده «ستدعم بقوة» مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي يبدأ غداً في منتجع شرم الشيخ. وكان السيسي استقبل بن زايد الذي زار القاهرة لساعات أمس. كما تقدم مودعيه في مطار القاهرة. وقالت مصادر ل «الحياة» إن اللقاء تناول بحث الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، والمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في ليبيا والعراق وسورية، وأن وجهتي نظر السيسي وبن زايد «تلاقيتا على ضرورة عدم السماح للتنظيمات المتطرفة والإرهابية بكسب مزيد من الأرض والتمدد». كما تناول اللقاء البحث في القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري في شرم الشيخ، خصوصاً بند تشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة الإرهاب. ودعا السيسي إلى تشكيل قوة عربية موحدة تضم مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، وهو الاقتراح الذي سيناقشه القادة العرب في القمة المقبلة. ولم تكشف المصادر المصرية موقف الإمارات من الاقتراح، واكتفت بالقول إن «الإمارات تؤيد ضرورة التفات كل دول المنطقة إلى خطورة الإرهاب، وأن التصدي له يجب أن يكون عملاً مشتركاً، لأن لا دولة يمكنها مواجهة موجة الإرهاب في المنطقة منفردة». وأوضحت المصادر أن الشيخ محمد بن زايد سيترأس وفد بلاده إلى المؤتمر الاقتصادي، وأنه أكد للسيسي أن «الإمارات ستدعم هذا المؤتمر بقوة لتوفير الاستثمارات اللازمة لإنعاش الاقتصاد المصري ونموه». وتسعى مصر إلى جذب استثمارات تتراوح بين 15 و20 بليون دولار من خلال عرض نحو 36 مشروعاً للاستثمار خلال المؤتمر الاقتصادي. ولن تطلب مصر معونات أو منحاً في هذا المؤتمر، وستطرح مشاريع اقتصادية لتمويل تنفيذها. وقال السيسي في تدوينة عبر حسابه على موقع «تويتر» إن المؤتمر الاقتصادي «هو مفتاح المستقبل لمصر». وأضاف أن «هذا المؤتمر هو مفتاح المستقبل وبداية لتنمية مصرنا العزيزة. خطوة لمصر المستقبل. مناخ استثماري يمهد الطريق للانطلاق. خريطة جديدة رسمناها ونشرك فيها قادة العالم وخبراء الاستثمار، والهدف ازدهار مصر». وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في بيان إن الشيخ محمد بن زايد «أكد أن المؤتمر الاقتصادي والحضور الواسع من دول ومؤسسات عالمية فيه دليل قوى على اهتمام العالم وحرصه على التواجد والمشاركة في دعم المسيرة الاقتصادية والتنمية الحضارية لمصر، ما يؤكد مكانة مصر وقدرتها على توظيف مقوماتها الاقتصادية وتنفيذ استراتيجيات استثمارية مشجعة تصب في مصلحة نمو الاقتصاد المصري»، معرباً عن ثقته في «قدرة القيادة المصرية على إدارة وإنجاح المؤتمر وتحقيق جميع أهدافه لمصلحة الاقتصاد المصري». وأعرب السيسي عن «تطلع مصر إلى مشاركة فاعلة لدولة الإمارات في المؤتمر، لا سيما في ضوء ترحيب مصر بالاستثمارات العربية المباشرة، ومن بينها الاستثمارات الإماراتية»، موجهاً الشكر إلى الإمارات على «الدور الحيوي الذي لعبته في تنظيم المؤتمر والعمل على إنجاحه، جنباً إلى جنب مع الجهود المقدرة للسعودية ودعوتها الكريمة إلى عقد المؤتمر». وأضاف البيان أن بن زايد «جدد موقف بلاده الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً، والمؤيِد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة، وهو الأمر الذي يضاعف من أهمية مساندتها في تلك المرحلة الفارقة». وأوضح يوسف أن «رؤى البلدين تطابقت في شأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي والسلم والأمن الدوليين، لا سيما في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب الذي أضحى لا يعرف حدوداً». من جهة أخرى، التقى رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأميركية الفريق جون هيسترمان والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً. وتناول اللقاء مجالات التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة في البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة في القضاء على الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.