الأحداث أثبتت رسوخ علاقتنا وتغلبها على ما يكدر صفوها المملكة تدين وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية الكويت توجه 4 مليارات دولار من استثماراتها في قطاعات الاقتصاد المصري الإمارات: 4 مليارات دولار لدعم مصر منها مليارا دولار وديعة في البنك المركزي سلطنة عمان تخصص 500 مليون دولار لدعم الاقتصاد المصري على 5 سنوات
شرم الشيخ -واس نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، رأس صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وفد المملكة العربية السعودية في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري المنعقد خلال المدة من 22 إلى 24 / 5 / 1436ه ، الذي بدأ أعماله أمس الجمعة في مدينة شرم الشيخ. وكان سمو ولي العهد قد وصل إلى صالون رئاسة الجمهورية بمقر المؤتمر حيث كان في استقباله فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية. ثم التقطت الصور التذكارية للقادة المشاركين في المؤتمر. بعد ذلك توجه سمو ولي العهد – حفظه الله – وقادة ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر بصحبة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقاعة الرئيسة للمؤتمر. عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى للمؤتمر، حيث شاهد الجميع عرضاً ترحيباَ. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء كلمة المملكة وفيما يلي نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : – يسرني أن أنقل إليكم جميعاً تحيات أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي حالت ارتباطاته دون مشاركته الشخصية وتمنياته لمؤتمرنا هذا النجاح . وأشكر لكم – يا فخامة الرئيس – ولأعضاء حكومتكم ولشعبكم الشقيق كرم الضيافة والشكر لكل من ساهم في الإعداد والتنظيم . ونعبر عن الارتياح التام للاهتمام والمشاركة من قبل الدول الشقيقة والصديقة ، وننوه بشكل خاص بالمشاركة الفاعلة من القطاع الخاص . ونحن على ثقة – بتوفيق الله – من تحقيق الأهداف. السيدات والسادة إن المملكة باقتراحها ودعوتها المبكرة من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – لهذا المؤتمر وبمشاركتها الفاعلة لمصر في الإعداد والترتيب مع شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتؤكد على ما توليه من اهتمام على مدى تاريخ علاقاتها باستقرار مصر وازدهارها والحرص على تعزيز العلاقات معها وتقويتها والنأي بها عما يعكر صفوها. وقد أثبتت الأحداث على مدى تاريخ علاقاتنا رسوخها وأنها سرعان ما تتغلب على ما يكدر صفوها بحكمة قيادتي البلدين والفاعلين على المستويين الرسمي والخاص. ومما يبعث على الرضا ، نمو علاقاتنا الاقتصادية الشاملة حيث تأتي المملكة في المرتبة الأولى بوصفها أكبر بلد مستثمر في مصر وتأتي مصر في قائمة أكبر عشرين دولة مصدرة للمملكة وفي المرتبة الرابعة والعشرين ضمن قائمة الدول المستوردة من المملكة . ولا شك أن هناك مجال رحب وواسع لتنمية هذه العلاقات لما يتوفر لاقتصاد البلدين من إمكانات . وتوضح المشاركة الكبيرة من القطاع الخاص السعودي في أنشطة المؤتمر الاهتمام الكبير الذي يوليه هذا القطاع في الاستثمار بمصر. السيدات والسادة تشهد منطقتنا تحولات سياسية واقتصادية وأمنية أثرت سلباً على مسار التنمية وبرزت من خلالها ظاهرة الإرهاب بشكل مروع ومما يؤسف له أن يلصق هذا الإرهاب – تجنياً وبهتاناً – بالإسلام والإسلام منه برئ وعلى المجتمع الدولي التعاون لمحاربته وسد منافذه وقد سعت المملكة بكل ما أوتيت من حزم وقوة لمحاربته والتعاون مع المجتمع الدولي في ذلك ومن هذا المنطلق تدين المملكة وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية تهدف إلى تعكير صفو الأمن والتشويش على مسيرة الاستقرار والنمو التي تسعى إليها حكومة مصر الشقيقة، مؤكدين موقفنا الثابت مع مصر وشعبها لتثبيت الأمن والاستقرار ووضع الاقتصاد على مسار التعافي والازدهار . ونطالب المجتمع الدولي بعدم ازدواجية المعايير والفهم الدقيق لما يجري من أحداث ودعم جهود الحكومة المصرية لتثبيت الاستقرار ودعم جهود التنمية. السيدات والسادة تابعنا بارتياح التقدم في تنفيذ خارطة الطريق السياسية وتنفيذ الحكومة المصرية عدداً من الإصلاحات الاقتصادية الطموحة على الرغم من صعوبة المرحلة الانتقالية. ونؤكد على أهمية الاستمرار في ذلك تعزيزاً للثقة . ومما يبعث على التفاؤل ظهور بوادر تحسن في الاقتصاد المصري. ولا شك أن هذا المؤتمر يمثل فرصة مواتية لتأكيد التزام الحكومة المصرية بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية وتسليط الضوء على البرنامج الاقتصادي والتنموي لمصر على المدى المتوسط بما يساعد على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. السيدات والسادة انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة والمصير المشترك فقد واصلت المملكة العربية السعودية دعمها لمصر الشقيقة على كافة الأصعدة حيث قدمت المملكة مساعدات غير مستردة وقروض . كما قدمت المملكة مساعدات مالية ومنحاً بترولية خلال الفترة الماضية دعماً لجهود الحكومة المصرية لتعزيز تعافي الاقتصاد المصري .واستمراراً لموقف المملكة الداعم لمصر واستقرارها ، يسرني أن أعلن عن تقديم المملكة العربية السعودية لحزمة من المساعدات بمبلغ أربعة مليارات دولار أمريكي منها مليارا دولار وديعة في البنك المركزي المصري ، والباقي سيوزع على مساعدات تنموية من خلال الصندوق السعودي للتنمية ، وتمويل وضمان صادرات سعودية لمصر من خلال برنامج الصادرات السعودية ، واستثمارات في المشاريع المختلفة مع القطاع الخاص السعودي والمصري والمستثمرين الدوليين . ونؤكد – من هذا المنبر – على أهمية دعم المجتمع الدولي لمصر في تلبية الاحتياجات التنموية الملحة ، ومساعدة الحكومة المصرية لوضع الاقتصاد على مسار مستدام .ومن هذا المنطلق نرحب بمشاركة كل من صندوق النقد والبنك الدوليين ، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى في المؤتمر ، مشيدين بما يقدمونه من مساعدات فنية ومالية لمصر ، داعين إلى تقديم المزيد في الفترة القادمة. ونشكر – بشكل خاص – مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ، والمؤسسات المالية وصناديق التنمية العربية مشاركتهم ودعمهم الفني والمالي لمصر ، متطلعين إلى مواصلة هذا الدعم وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المالية العالمية لحشد الموارد المالية لدعم البرامج والمشروعات في مصر . ختاماً نشكر لكم استماعكم متطلعين إلى ما سيسهم فيه المؤتمر من دعم لمصر وجهودها لتحقيق النمو والتنمية المستدامة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وكان فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية قد رحب في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي بشركاء التنمية لمصر الجديدة ممن توافقت رؤاهم على ضرورة العمل معاً من أجل رخاء وتقدم الإنسانية ومن أرادوا أن يجتمعوا من أجل أن يكون لهم دور في توفير الاستقرار والازدهار لشعب طامح في التنمية وساع نحو الرخاء. وقال الرئيس السيسي : "لقد وجدت مصر دوما من أشقائها العرب مواقف تبرهن على أخوة حقيقية وصداقة وفية وما اجتماعنا اليوم إلا نتاج خالص لجهد صادق بذله المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله .. من خلال دعوته الكريمة لعقد هذا المؤتمر .. وليس غريباً على المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود .. أن تكون تلك هي مواقفها المشرفة إزاء أشقائها .. فذاك نهج صاغه ملكها المؤسس .. وسار على خطاه الكريمة ملوكها الأجلاء. وأضاف : "كما أتقدم بوافر الشكر وخالص التقدير للجهود الدؤبة والمقدرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وتابع الرئيس المصري "أما دولة الكويت الشقيقة، فقد كانت الأفعال دائما تسبق الكلمات للتدليل على علاقاتها الوثيقة ودعمها المستمر لمصر وشعبها، وما تشريف سمو الأمير لهذا المؤتمر إلا تعبير عن إيمان سموه ودولته الشقيقة بقيمة التضامن العربي، ولا يفوتني في هذا المقام أن أعرب عن الشكر والتقدير لجلالة العاهل الأردني وجلالة ملك البحرين لوقوفهما الدائم بجانب مصر وشعبها. واستطرد السيسي قائلاً : واسمحوا لي هنا أن أستعرض المحاور الأساسية التي يرتكز عليها منهجنا لتحقيق التنمية :المحور الأول : استعادة استقرار الاقتصاد الكلي للدولة والثاني : تحسين بيئة الاستثمار والعمل على جذب الاستثمارات أما المحور الثالث : المشروعات القومية والخطط القطاعية الطموحة فى مختلف المجالات . وأضاف:"أرجو منكم أن تشاركوني في الإعراب عن التقدير البالغ للأشقاء الذين عملوا معنا بصدق حتى يتسنى عقد هذا المؤتمر .. لاسيما معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العَسّاف ووزير الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سلطان الجابر، وكذلك فريق العمل المصري. وأكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في كلمته بأن القطاع الخاص دعم بلاده غير المحدود للأشقاء في مصر على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها لصيانة الأمن والاستقرار وتوفير المناخ الملائم لنمو اقتصادهم وتحقيق المعدلات المنشودة وخلق فرص استثمارية واعدة تجذب رؤوس الأموال وأضاف::"وتفعيلاً لما سبق وحرصًا على تعزيز المسيرة التاريخية للاستثمارات الكويتية في مصر الشقيقة يسرني الإعلان عن قيام الأجهزة الاستثمارية في دولة الكويت بتوجيه 4 مليارات دولار من استثماراتها في قطاعات الاقتصاد المصري المختلفة ومن خلال الأدوات الاستثمارية المتنوعة. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كلمة أعلن خلالها عن تقديم دولة الإمارات العربية المتحدة 4 مليارات دولار لدعم مصر بحيث يتم إيداع ملياري دولار في البنك المركزي المصري وملياري دولار لتنشيط الاقتصاد المصري عبر مجموعة من المبادرات التي سيتم الإعلان عنها لاحقاً مبينا أن الإمارات قدمت لمصر أكثر من 14 مليار دولار خلال عامين. ودعا فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان لأن يكون السودان ومصر نواةً لمشروع يتم من خلاله قيام مشروعات عربية عملاقة لإنتاج الحبوب والغذاء واللحوم والصناعات المرتبطة بها. بعدها ألقى فخامة الرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين كلمة أكد فيها أن تلبية المجتمع الدولي لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري دليل على ثقتهم بالمجتمع المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي. ودعا فخامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود جميع المستثمرين إلى الاستثمار في مصر التي تعد هي ضمان في حد ذاتها. من جانبه قال رئيس جمهورية مالي إبراهيم أبوبكر كيتا : إن مصر ستبدأ عهداً جديداً بعد انتهاء فعاليات هذا المؤتمر، الذي سيعود بالإيجاب والنفع على الاقتصاد المصري وإفريقيا بأكملها. كما أعلن الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة بسلطنة عُمان وممثل السلطان قابوس بن سعيد عن تخصيص السلطنة مبلغ 500 مليون دولار لدعم الاقتصاد المصري على خمس سنوات.وأعلن المنذري أنه سيتم تخصيص مبلغ 250 مليون دولار لدعم السيولة النقدية لمصر وال 250 مليون دولار الأخرى لتنفيذ مشروعات لدعم الاقتصاد المصري. وبدوره أكد دولة رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أن الاستثمار في مصر اليوم هو استثمار في دعم الأمن القومي العربي. وقال رئيس وزراء أثيوبيا هايلي ماريام ديسالين إن "ما يحدث في مصر سواءً بالسلب أو الإيجاب ينعكس بالضرورة على أثيوبيا". كما ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عدد من الكلمات للهيئات والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر الذي عقد بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات وممثليها.